چکیده:
من المنظار القرآني أن الجبال الثوابت المنعوتة بالأوتاد والمثبتة لطبقات الکرة الأرضـية ترجف وتتحرک وتدک وتتلاشي في أحداث يوم القيامة ، وفي النهاية تکون هباء منبثـا. وقد شبهت في الآيات المراد بحثها بالعهن المنفوش ، وقد أخبرنا القادر المتعال عنها في آيات عديدة ؛ فتدک الجبال کما تدک الأرض ، فتقلع وتسير من مکانها، وتنسف بإذن الله وتکون متفککة متطايرة فلايبقي منها إلا سراب وقاع صفصف . المحاولة في هذه المقالة هي دراسة الأحداث التي تطرأ علي الجبال قبل يوم القيامة وقد ذکرت في آيات عديدة حيث سنبينها بتسلسل مع ذکر اللمسات البيانيـة والملامـح النحوية الواردة فيها.
خلاصه ماشینی:
"٢. دک الجبال تدک الجبال بإذن الله وهذا الدک سیکون من أحداث یوم القیامة کما أخبرنا عنهـا البـارئ عـز وجل فی سورة الحاقة وقد عبر عنها بصیغة الماضی لتحقق وقوع هذا الأمر العظیم بقوله : «فـإذا نفخ فی الصور نفخة واحدة ، وحملت الأرض والجبال فدکتا دکة واحدة ، فیومئذ وقعت الواقعة » (الحاقة : ١٣- ١٥).
وحسب ما وعد به القرآن الکریم بعد اهتزاز الأرض والزلزال العظیم والمدمر تتطایر الجبـال ، وتکون کالصوف المتطایر فی الهواء کما ذکر فی قوله تعـالی : جـاء فـی تفسـیر غرائـب القـرآن ورغائب الفرقان : أی أذکر یوم تکون السماء کالمهل کدردی الزیـت وکالفضـة المذابـة «وتکـون آفاق الحضارة الاسلامیة ، السنة الرابعة عشرة ، العدد الثانی ، الخریف و الشتاء ١٤٣٣ هـ.
وقد کثر فی القرآن ذکر حال الجبال یوم القیامة فقال : «وتری الجبال تحسبها جامدة وهی تمر مر السحاب » (النمل : ٨٨)، وقال : «وکانت الجبال کثیبا مهیلا» (المزمل : ١٤)، وقوله تبارک وتعالی : «وسیرت الجبال فکانت سرابا » (النبأ: ٢٠)؛ کل ذلک لیبین أن هذه الأجسام العظیمـة التـی مـن طبعها الاستقرار والثبات تؤثر فیها هذه القارعة ، فما بالک أیها المخلوق الضعیف الذی لا قوة لـه ؟ وفی هذا تحذیر للإنسان وتخویف له کما لا یخفی وبعد أن ذکر أوصاف هذا الیوم بما یکون مـن أحوال بعض الخلائق ، أعقب ذلک بذکر الجزاء علی الأعمال (آل سعدی ، ١٤٠٨: ٣٠/ ٢٢٧)."