چکیده:
عندما ندرس أسس العبودية في الإنسان وعلي صعيد کل الکائنات المتواجدة في عـالم الکون ، نستشرف إلها يوصف بالخالق والرب والقادر والواحد والأحـد والـذي لا يـؤين بأين ولا يستوعبه ظرفا الزمان والمکان حيث تواجده خارج نطاقي البـادرتين المـؤمي إليهما وإنما يقضي حاجة الإنسان إلي عبودية إلاله ، يکن علـي صـلة مباشـرة بطبيعـة ارتباط المخلوق بالخالق اکثر من معرفته به وهذا بدوره يؤدي إلي اقتناع الإنسـان بإلـه واحد. لم تتبلور فکرة التوحيد من حاجة المخلوق إلي عبودية الخالق إذ من الممکن أن يسلک المخلوق طريقا يؤدي به إلي متاهات تکن نابعة عن استدراک قد يسلک سبيلا خاطئا وبناء علي ذلک حين استعراض تاريخ الفکر الإنساني لبلورة معرفة المخلوق عن الخالق ، نلاحظ تواجد الوحدانية والثنوية والتثليث وأحيانا عبادة الأصنام وحتي نفي الإله بالمرة وبالتالي نفي العبودية .
خلاصه ماشینی:
"إذا علینا أن نتساءل منذ أی زمن برزت فکرة الشرک وتجلت معالم الوثنیة ؟ وعلـی أیـة معطیات خالف الانسان بوادر فطرته ؟ وکیف یمکننا اجابة هذا السؤال بـأن منـذ أی وقـت ظهـر الخلاف فی الفکر البشری کی یتنائی عن الوحدانیة والتوحید ویجعل للاله شـریک ؟ علـی هـذه الوتیرة نلاحظ أن الإنسان عند نشوئه وتعلقه بحیاة بسیطة کان یتمسک بالوحدانیة فی قرارة نفسه فکیف تحول إلی عبادة الأصنام وبادر بنفی الإله الواحد الأحد؟ وفی ضوء أیة معطیـات بـرزت الوثنیة فی معتقداته ؟ و ظهر الشرک فی بوتقة وجوده ؟ و کیف یمکننا الإجابة علی هـذا السـؤال الکامن فی وجودنا بأن منذ أی وقت برز الخلاف فی الإعتقاد بأن الله هو الواحد الأحـد الفـرد و توجهت البشریة نحو الشرک ؟ وهل یمکن القول بأن ظهور الرسل فی حیاة الإنسان ودعوتهم إلی التوحید من خلال المعرفة وعلی أساس التنویر ونفی ما عداه کی تتکامل معـرفتهم عـن الخـالق والمخلوق وتستکمل الصورة عندهم بدوره أصبح مصـدر نقـاش وتضـارب الآراء؟ أو إن فهـم الإنسان و استیعابه من فکرة الألوهیة هو الذی دفع به إلی الإختلاف فی کیفیـة عبودیتـه حیـث ادعی بضرورة رؤیة الرب کی یعبده ؟ أو حسب بعض الآراء والرؤی بـرز الخـلاف علـی رکیـزة اختلاف مصالح الخلق ؟ یعتقد العلامة السید الطباطبائی أن الخلافات تتصنف وتکون علی ضربین فمنها ما هو نابع عن الطغیان و الظلم اللذان تتجذران فی ظاهرة الدین وفی نفس الوقت یمکن أن یکون متجـذرا فـی الفطرة والغرائز البشریة والخلاف الثانی الذی یتشعب من أمور دنیویة أدی إلی التشـریع و وضـع القوانین الدینیة حیث بادر الرب إلی تسویة الخلافات البشریة بواسطة الشریعة ونور لهـم الـدرب المستقیم والصراط القویم إذ یهدی لصراطه المستقیم أیا یرید ومن یشاء (الطباطبـائی ، ١٣٦٣: ٣/ ٢١٤)."