چکیده:
یعد الشیخ محمد البشیر الإبراهیمی علما من أعلام الإصلاح فی الجزائر، ووجها بارزا من وجوه البلاغة والأدب وأحد أشهر الکتاب الجزائریین المحدثین، تبنی مشروعا حضاریا عظیما رأی فیه خلاص أمته من الاستعباد والذل والهوان؛ لا لأجل استردادحریتها وخلاصها من ربقة الاستعمار الفرنسی فحسب، بل لاستعادة المکانة التی خولها إیاها الإسلام. وکان التجدید مبدأ انطلاقه وفاتحة أعماله. ولا غرو إذا وجدناه یدعو إلی التجدید فی اللغة العربیة وإحیاءها بغیة مواکبتها لمتطلبات العصر وحفظها من الانحطاط والتراجع علی الصعید العالمی ومن ثم حفظها من انهیار الهویة والثقافة العربیة والإسلامیة وطمس معالمها؛ لأنه کما یقال: اللغة وعاء الفکر والثقافة. علی هذا، قمنا فی البحث الحالی بتسلیط الضوء علی آراء الشیخ محمد البشیر الإبراهیمی التجدیدیة عن اللغة العربیة باستخدام المنهج الوصفی التحلیلی؛ لیتبین لنا رؤیته نحو إحیاءها والارتقاء بمنزلتها. وقد ظهر من الدراسة أنه یؤمن بمسایرة التطور ومعایشة الواقع دون الانسلاخ عن القیم والتنکر لکل قدیم لاحتفاظ باللغة العربیة والارتقاء بمکانتها فی زماننا الراهن.یعد الشیخ محمد البشیر الإبراهیمی علما من أعلام الإصلاح فی الجزائر، ووجها بارزا مـن وجوه البلاغۀ والأدب وأحد أشهر الکتاب الجزائریین المحـدثین ، تبنـی مشـروعا حضـاریا عظیما رأی فیه خلاص أمته مـن الاسـتعباد والـذل والهـوان ؛ لا لأجـل اسـتردادحریتها وخلاصها من ربقۀ الاستعمار الفرنسی فحسب ، بل لاستعادة المکانـۀ التـی خولهـا إیاهـا الإسلام . وکان التجدید مبدأ انطلاقه وفاتحۀ أعماله . ولا غرو إذا وجدناه یدعو إلی التجدید فی اللغۀ العربیۀ وإحیاءهـا بغیـۀ مواکبتهـا لمتطلبـات العصـر وحفظهـا مـن الانحطـاط والتراجع علی الصـعید العـالمی ومـن ثـم حفظهـا مـن انهیـار الهویـۀ والثقافـۀ العربیـۀ والإسلامیۀ وطمس معالمها؛ لأنه کما یقال : اللغۀ وعاء الفکر والثقافۀ. علی هذا، قمنـا فـی البحث الحالی بتسلیط الضوء علی آراء الشیخ محمد البشیر الإبراهیمـی التجدیدیـۀ عـن اللغۀ العربیۀ باستخدام المنهج الوصفی التحلیلی؛ لیتبین لنا رؤیته نحو إحیاءها والارتقـاء بمنزلتها. وقد ظهر من الدراسۀ أنه یؤمن بمسایرة التطور ومعایشۀ الواقـع دون الانسـلاخ عن القیم والتنکر لکل قدیم لاحتفاظ باللغۀ العربیۀ والارتقاء بمکانتها فی زماننا الراهن .
خلاصه ماشینی:
"فالتجدید عند الإبراهیمی یتمثل فی مسـایرة التطـور ومعایشـۀ الواقـع الإنسـانی دون الانسلاخ عن القیم والتنکر لکل قدیم ، وهو بمعنی آخر العودة إلـی الإسـلام لفهمـه فهمـا سلیما، وتطبیقه تطبیقا صحیحا مع الانفتاح علی الواقع المعاصر وانتقـاء مـا یجـب أخـذه ؛ یقول : «إن الجمعیات لا تبقی ولا یضمن لها الدوام إلا إذا کان فی المعنـی الـذی أسسـت لأجله عنصر من عناصر التجدید لطائفۀ أو لأمۀ، وتکـون قواعـد العمـران وأصـول الأدیـان مقتضیۀ له فی حیاة تلک الأمۀ الروحیۀ والمادیۀ، وما من جدید فـی حیـاة الأمـۀ إلا ولـه أصل اندثر وذهبت منه العین أو الأثر فتقـوم الجمعیـات بإحیائـه أو تجدیـده فیکـون لهـا الاجتماع ـ وفیه قوة ـ مؤازر من معنی الجدة وفیه قـوة أخـری فتصـیر القوتـان للجمعیـۀ بمثابۀ جناحین تطیر بهما إلی الکمال ...
وبیـان ذلـک مـع الإیجاز أن الاستعمار الفرنسی صلیبی النزعۀ، فهو منذ أن احتل الجزائر عامـل علـی محـو الإسلام لأنه الدین السماوی الذی فیه من القوة ما یستطیع به أن یسود العالم ، وعلی محو اللغۀ العربیۀ لأنها لسان الإسلام ، وعلی محو العروبۀ لأنهـا دعامـۀ الإسـلام ، وقـد اسـتعمل جمیع الوسائل المؤدیۀ إلی ذلک ظاهرة وخفیۀ، سریعۀ ومتأنیۀ، وأوشـک أن یبلـغ غایتـه بعد قرن من الزمن متصل الأیام واللیالی فی أعمال المحو، لولا أن عاجلته جمعیۀ العلمـاء المسلمین الجزائریین علی رأس القرن بالمقاومۀ لأعماله والعمل علی تخییب آمالـه (أنظر: الإبراهیمی، ١٩٤٨)."