خلاصه ماشینی:
"سیادة الرئیس،الحضور الکرام، عندما شن العالم الإستکباری هجمته الثقافیة-السیاسیة من خلال کتاب الآیات الشیطانیة،ربما لم یدخل فی تصوره أن یواجه مقاومة موحدة من المسلمین،لذلک رأینا الدول الغربیة فی بدایة الأمر تقف صفا واحدا لمواجهة احتجاجات الأمة الاسلامیة،و هذا ما یؤکد ضرورة اتخاذ موقف قوی موحد من قبل الدول الاسلامیة بما یکون من شأنه التعبیر عن مشاعر الأمة المسلمة التی لم تبخل فی تقدیم شهداء للاسلام من خلال تصدیها للإساءة الاستکباریة إلی القیم الإلهیة التی تؤمن بها،یقول تعالی: «و الذین کفروا بعضهم أولیاء بعض إلا تفعلوه تکن فتنة فی الأرض و فساد کبیر» (الأنفال:73)، إن أقل ما یأمله أبناء الأمة الاسلامیة من حکوماتهم هو الثبات علی الحق،طالما یصر عالم الکفر علی باطله،و أن یکون لها الهاجس و القلق بالدرجة نفسها التی تبدیها الجماهیر الملة فی الحرص علی الذود عن حریم مبادئها و قیمها،فماذا لا تستخدم الدول الاسلامیة هذه القدرة المتاحة لهم فی سبیل اتخاذ المواقف الاسلامة السامیة فی هذه الظروف التی وقف فیها الغرب متحیرا أمام حرکة الجماهیر الموحدة علی صعید العالم الاسلامی،و القوة الهائلة الکامنة فی نفوس آحاد المسلمین.
ان الذی یحدث الیوم،إذ یدل علی عمق التناقض القائم بین ثقافة عالم الکفر المائعة من جهة،و الثقافة الاسلامیة الأصیلة من جهة اخری،من شأنه أن یوجه فی الوقت نفسه ضربة قاصمة لم یسبق لها مثیل من الأمة الاسلامیة،تجعل العالم الاستکباری یفتح عینه التی لا یری بها إلا الحیاة الدنیا،عله یدرک بأنه لا یمکن له الاستمرار أکثر من ذلک فی تجاهل الثقافة الاسلامیة الأصیلة و تحدی معتقدات المسلمین و الاستفادة من هذه الظروف المواتیة تلزمها همة وعزیمة من الدول الاسلامیة لکی تثبت للعالم بأن الأمة المسلمة ستدافع عن قیمها الإلهیة فی اطار موحد و کتیار قوی فاعل علی الساحة الدولیة."