خلاصه ماشینی:
"و اعتبر الفقهاء الرمایة عبارة عن المفاضلة فی رمی السهام،لیعلم حذق الرامی،و معرفته بمواقع الرمی2،أما السبق فهو المال المبذول للسابق أو هو المعاملة علی اجراء الخیل و ما یشبهها فی حلبة السابق لمعرفة الأجود منها،و من هنا یتضح ان الهدف من کلا العملیتین هو هدف الإنسانی نبیل و مشروع،و هو ضرورة تفرضها الحاجات الاجتماعیة و ضرورات الحیاة للفرد و المجتمع فمعرفة خصائص الرامی و شروط الرمی وجودته مشروط بهدف إنسانی عام هو دفع غائلة العدو و الوقوف بحزم تجاه محاولات الانتهاک لحرمات المجتمع فی أی وقت و مکان،و هی ظاهرة فیها الکثیر من معانی الأخلاق أو یمکن أن نقول إن البعد الأخلاقی یتجسد للوهلة الأولی فی معرفة الهدف و الحرص الشدید من الفقه الاسلامی علی متابعة تقنین الوصول إلی ذلک الهدف دون الاسراف، الرسول(ص)وضع اسس المسابقة و الرمایة و شروطها،فقال: «لا سبق إلا فی نصل،أو خف،أو حافر»و من هنا ذهب بعض الفقهاء إلی جواز المسابقة بالمصارعة، و بالطیور،و السفن،و بالعدو،و رف الأثقال،و بالکتابة إذا لم تکن بعقد ملزم،و یجوز للسابق أن یأخذ المال من الدافع علی سبیل الوعد3.
و تبدأ هذه القاعدة بالأقر باء و الأرحام و الأصدقاء،و من الاثارات الأخلاقیة الرائعة ان القرآن الکیرم دعا إلی الأکل بصورة جماعیة،و إلی ذلک أشار الامام الصادق علیه السلام:«اذا أکلتم فکلوا جماعة»و فکرة الجماعة فی الأکل من مصادیق الأخلاق العملیة فی الاسلام و من مصادیق بناء المجتمع السعید المتعاون و المتحاب و ذلک من خلال الدعوة إلی بذل الوسائل المادیة فی سبیل تحقیق أغراض إنسانیة إجتماعیة مهمة ألا و هی الاعتزاز بالانسان علی حساب المادة،و من هذا المنطق تتجه کل سیاسة المعاملات و العقود و الأحوال المدینة للانسان باتجاه ابراز هذه النقطة المرکزیة فی الفقه الاسلامی،و من أمثلتها فی باب الأکل علی سبیل المثال: 1-الأکل فی بیوت الآباء."