خلاصه ماشینی:
"و الأکثر من ذلک ان الامام أبا حنیفة أتهم بالتشیع،لأنه کان یؤازر أهل البیت(ع)فی تحرکهم السیاسی،و یمتدح الامام الصادق، کقوله:«لولا السنتان لهلک النعمان»33،و«ما رأیت أفقه من جعفر بن محمد»34،و ذلک علی الرغم من محاولات المنصور الدوانیقی استمالته الی جانبه،و لکنه قتله بعد ذلک بالسم لمناصرته العلویین و دعوته لهم علنا،و خاصة فی ثورات زید بن علی35،و محمد ذی النفس الزکیة،و ابراهیم بن عبد الله.
و لئن فهمنا موقف أئمة أهل السنة من موضوع الخلاف،یبقی أن نقف علی حقیقة موقف الامام الصادق،و الذی یتضح من خلال مقولته التی یخاطب فیها أتباعه(الشیعة)بشأن سلوکهم تجاه أتباع المذاهب الأخری: «صلوا فی جماعتهم،و عودوا مرضاهم،و احضروا جنائزهم و موتاهم،حتی یقولوا رحم الله جعفر بن محمد،فلقد أدب أصحابه،کونوا زینا و لا تکونوا شیئا علینا».
(45)حول تفاصیل الخلافات العامة بین السنة و الشیعة أو بین عموم المذاهب الاسلامیة،انظر:محمد أبو زهرة-تأریخ المذاهب الاسلامیة،و محمد جواد مغنیة-الشیعة فی المیزان،ص 75-86،و الفقه علی المذاهب الخمسة للمؤلف نفسه،و الفقه علی المذاهب الأربعة لعبد الرحمن الجزیری،و الخلاف للشیخ الطوسی،و الشهرستانی-الملل و النحل،ق 1،و ابن حزم-الفصل فی الملل و الأهواء و النحل،و ابن طاهر البغدادی-الفرق بین الفرق،(مع الأخذ ینظر الاعتبار ان المؤلفین الثلاثة الآخرین لم یتحروا الدقة و الموضوعیة فی الکثیر من الموارد)،و أسد حیدر-الامام الصادق و المذاهب الأربعة،ج 1 و 2،و أحمد محمود الشافعی-المدخل للشریعة الاسلامیة،ص 146-173،و محمد محمد المدنی-أسباب الخلاف بین أئمة المذاهب الاسلامیة،حول الوحدة الاسلامیة أفکار و دراسات،ص 199-239،و عبدالحسین شرف الدین-الفصول المهمة فی تألیف الأمة،ص 51-130."