خلاصه ماشینی:
"1-ان القضیة لیست خصوصیة المضمون فی مسائل«التقیة»، فی موضوع الاکراه، و لیست خصوصیة الشخص الذی یتقی منه أو یتولی عملیة الاکراه، بل هی خصوصیة الموقف الضاغط أمام القضایا الحیویة المتصلة بالخطر علی النفس أو العرض أو الجماعة، أو الدین أو الخط المستقیم، بحیث یدور الأمر بین التضحیة بکل واحدة من هذه المفردات الحیة فی الاهتمامات الاسلامیة فی التشریع، أو الانسجام مع جماعة الضغط فی کلمة تقال لمصلحة شخص أو خط أو فی موقف یتحرک لتأیید سلطة أو وضع معین مما لا یمثل قناعة الانسان المؤمن، فیکون التشریع لمصلحة هذه الأمور المهمة بالتزام التقیة علی حساب بعض الحالات الصغیرة التی لا تمثل حساب الأهمیة بالمستوی الذی تمثله تلک الأمور، فلا فرق- فی طبیعة القضیة-بین التقیة فی مسألة الکفر و الایمان، و التقیة فی مسألة هذا الحکم الشرعی أو ذاک، أو فی مسألة الوقوف مع هذا الحاکم أو ذاک، بل ربما نجد أن الرخصة فی قول کلمة الکفر یقولها المؤمن تحت ضغط الکافر، أو فی ولایة المؤمنین للکافرین تحت تأثیر القهر القاتل، تجعل الرخصة فی ترک التزام الحکم الشرعی، أو فی ولایة المؤمن لمسلم منحرف جائر أولی، لأن الترخیص فی المفسدة الکبری یفرض الترخیص فی المفسدة الصغری، و هو ما یسمیه الأصولیون ب«مفهوم الموافقة»الذی ینتقل فیه الفهم الاجتهادی للنص أو للحکم الشرعی من تحریم الأضعف للتحریم الأقوی، و من الرخصة فی الأقوی الی الرخصة فی الأضعف، لأن الأحکام تابعة للمصالح و المفاسد فی متعلقاتها، فتکون حرکیتها منطلقة من ادراک المصالح و المفاسد فیما یماثل هذه الحالة أو تلک."