چکیده:
تقدم نقد النصوص الأدبيۀ في العصر الحديث وتفرعت منه المـدارس والمنـاهج النقديـۀ العديدة، منها المنهج البنيوي والمنهج التفکيکي والمنهج التلقي. لهذه المناهج دور بـارز في تحليل النصوص الأدبيۀ إما نصوص قديمۀ وإمـا المعاصـرة. إن االبنيويـۀ التـي تليهـا الأسلوبيۀ تشتغل بدراسۀ کيان النص الأدبي في عدة مستويات منهـا الإيقاعيـۀ، اللغويـۀ، الترکيبيــۀ والبلاغيــۀ أو الدلاليــۀ. تســتهدف هــذه المقالــۀ أن تحلــل قصــيدة «البحــار والدرويش » لخليل حاوي علي أساس تلک المستويات . إن الأبنيۀ الإيقاعيـۀ والتصـويريۀ واللغويۀ والترکيبۀ في القصيدة تکون في خدمۀ مضمونها المزدوج والمتناقض الذي يريد أن يلقيه الشاعر ونشاهد تناغما قويا بين تلک المستويات . المنهج المسـتخدم فـي هـذه الدراسۀ هو المنهج الوصفي – التحليلي .
خلاصه ماشینی:
"هو صراع بین حضارتین ؛ کل حضارة تسـعی علـی طریقتهـا إلـی معرفـۀ الحقیقۀ واکتشافها؛ ولکن الشاعر یؤمن فی أن الحضارتین قد فشلتا فی اکتشـاف الحقیقـۀ وأنهما «طین فی طین » تمیل هذا البحث إلی دراسۀ الأبنیۀ الأسلوبیۀ فی قصیدة «البحار والدرویش » فی ثلاث مستویات الإیقاعی والترکیبی والتصویری، من هنا نسـعی أن نحلـل القصیدة.
والشعر الحدیث یمتلک علی الوزن العروضی لکن مع حذف بعض التفعیلات أو مع طول بعض المصـراعات و قصرها: «بعد أن عانی دوار البحر(فاعلاتن فاعلاتن فـاع )، والضـوء المـداجی عبـر عتمات الطریق (لاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات ) ومدی المجهول ینشق عن المجهول (فعلاتن فاعلاتن فعلاتن فاع ) عن موت محیق (لاتن فـاعلات ) ینشـر الأکفـان زرقـا للغریق ؛(فاعلاتن فاعلاتن فاعلات ) وتمطت فی فراغ الأفق أشـداق کهـوف (فعلاتـن فاعلاتن فاعلاتن فعلاتن ) لفها وهج الحریق (فاعلاتن فاعلات ) بعـد أن راوغـه الـریح رماه (فاعلاتن فعلاتن فعلاتـ) الریح للشرق العریق (ن فاعلاتن فاعلات ).
لکن عندما یرید الشاعر أن یتحدث عن الحضارة الشـرقیۀ التـی یسمیها «الشرق العریق » یبدل حرف الروی إلی الـف اللینـۀ، هـذا الحـرف کقـول عبـاس حسن تعنی به الإمتداد والبقاء کما یقول : «إن الألف اللینۀ التی تقع فی أواسـط المصـادر أو أواخرها، یقتصر تأثیرها فی معانیها علی إضفاء خاصـیۀ الامتـداد علیهـا فـی المکـان أو الزمان ».
کما شاهدنا فی ما سبق أن یهتم حـاوی إلـی تکرار الأصوات لتوفیر بنیۀ الإیقاع هنا نشاهد فیما یلی أنـه یهـتم إلـی إتیـان الحـروف أو لأصوات المتجانسۀ، علی سبیل المثـال هنـاک تجـانس بـین حـرفین «س » و«ص » فـی المقطع التالی: «حط فی أرض حکی عنها الرواة˓ : حانۀ کسلی، أساطیر، صلاة »."