چکیده:
يعد يوسف إسماعيل العاني فنان الشعب العراقي العملاق وأحد عبـاقرة الأوائـل فـي فـن المسرحي، کتابۀ، عرضا ونقدا. استفاد العاني مـن طروحـات ومواقـف بريشـت السياسـيۀ وأفکاره ؛ إذ توافقت طروحاته الإيديولوجيۀ مع فکرة الالتزام السياسـي التـي سـادت فـي تلک الفترة، مع الرغبۀ في إيجاد قالب مسرحي يتوجه للجماهير العريضۀ؛ هـذه العجالـۀ بالاعتماد علي المنهج الوصفي والتحليلي تتناول لمحات مـن مکونـات نـص المسـرحيۀ الداخليۀ، ومنها الثيمۀ أو الفکرة الرئيسيۀ والشخصيات ومسـتوياتها الخمسـۀ والصـراعات والأحداث الموجودة في المسرحيۀ، وزمکانيۀ نصها ومميزات خطابها کما يحـاول تحديـد ميزات هذه العناصر بالدراسۀ والتنقيب .
خلاصه ماشینی:
"«تأثر العانی بالأدب الروسی کثیرا بسبب ولعه بالإنسـان والهـم الإنسـانی، فکانـت آثـار تیشخوف ، غورکی، تولستوی، فقد ألقی ضوءها علی آثار العهانی ومکوناتها»(المصدر نفسه : ٧٥)؛ ومن هذا المنطلق نلاحظ المراحل الانتقالیۀ عند العانی فیما یتعلق بتأثره من الأدب الغربی، تنقسم إلی المرحلتین التالیین ، وهما: المرحلۀ الأولی: الواقعیۀ الاشتراکیۀ التی تأثر بها بالأدب الاشـتراکی ولاسـیما غـورکی وتتمثل غالبا فی مسرحیته «أنا أمک یا شاکر»، حیث «سجلت هذه المسرحیۀ أول تـأثیر للأدب الاشتراکی فی المسرح العراقی، لتناص شخصـیۀ أم شـاکر مـع شخصـیۀ الأم عنـد غورکی ذائعۀ الصیت ، فلقد حملت أم شاکر کثیرا من صفات الأم لغـورکی، صـلابتها، قـوة شخصیتها، جلادة قلبها، الوعی التقدمی، الروح الوطنی، هـذا التـأثیر یرجـع لوجـود الأدب الاشتراکی والفکر المارکسی الکبیر داخل الثقافۀ والمجتمـع العـراقیین آنـذاک»(شـرجی، ٢٠١٢م : ١١٢).
تعدد الأمکنۀ لا نجده فی کتابات العانی السابقۀ ومن ثم أصبحت مسرحیۀ «المفتاح »، المفتاح الحقیقی لبوابۀ الکتابۀ الجدیدة فی المسرح العراقی والنقلۀ المهمۀ فـی اسـتخدام التراث الشعبی وتوظیفه ، محاولۀ فی تأصیل شکل المسرح العربـی وإن کـان هـذا الشـکل بآلیۀ اشتغال بریشتیۀ؛ لأننا «لا نستطیع أن نتصور نهضۀ مسرحیۀ شاملۀ فی العـراق ، مـن دون نهضۀ حقیقیۀ لفن التألیف المسرحی، المسرحیۀ المکتوبۀ برؤیۀ وروح وموهبۀ عراقیۀ هی وحدها التی تستطیع استیعاب وتناول واقعنا الجدید بمعطیاتـه ومتغیراتـه الحضـاریۀ والاجتماعیۀ وإعطاء ملامح دقیقۀ لکفاءتنا ومستوی فهمنا لفن التألیف الدرامی»(شـرجی، ٢٠١٢م : ١٢٤، نقلا عن عواد، ١٩٨٨م : ١١٢)."