چکیده:
الاقتراض في اللهجات فشأنه شأن الاقتراض في اللغات الفصحي ؛ إذ يدل علـي حيويتهـا ونموها بسبب التفاعل والأخذ والعطاء بينها وبين اللغات واللهجات الأخري ، کما يدل علي تواصل الحضارات علي رغم المسافات التاريخية والجغرافية التي تبعد بعضها عن الـبعض . إذن ، فقد تناولت هذه الدراسة ظاهرة الاستعارة اللغوية من اللغـة الفارسـية فـي اللهجـة الشامية ، وهي دراسة ميدانية قامت بجمع حـوالي .۲۵ مفـردة وترکيبـا فارسـي الأصـل المستعمل اليوم في اللهجة الشامية التي يتکلم بها حاليـا ۱۳ مـن العـرب علـي الحـد الأدني ، ليتبين لنا مدي تأثير اللغة الفارسية فيها، کما تناولت الدراسة التغييرات اللغويـة التي طرأت عبر الزمان علي الکلمات الفارسية الدخيلة فيها.
خلاصه ماشینی:
"۲۵ مفـردة وترکیبـا فارسـی الأصـل المستعمل الیوم فی اللهجة الشامیة التی یتکلم بها حالیـا ۱۳ مـن العـرب علـی الحـد الأدنی ، لیتبین لنا مدی تأثیر اللغة الفارسیة فیها، کما تناولت الدراسة التغییرات اللغویـة التی طرأت عبر الزمان علی الکلمات الفارسیة الدخیلة فیها.
وأما اللغة العربیة فتعد من اللغات التی تتمیز بکثرة لهجاتها وتنوعهـا؛ ولایقتصـر الأمـر علی العربیة المعاصرة وإنما إلی العربیة قبل العصر الإسلامی ؛ فکانت ذات تنـوع واخـتلاف فی المفردات والأسالیب والتراکیب ، مع أنه کانت لهجة موحدة تسود علی سـائر اللهجـات وهی اللهجة التی نزل بها القران الکریم أی نفس لهجة قریش وکان هناک لهجات أخـری غیرها مثل لهجة تمیم ولهجة أهل الیمن مع ذلک فهم کـانوا یسـتطیعون التفـاهم فیمـا بینهم بسهولة (انظر: ویکیبیدیا، الموسوعة الحرة ، اللهجات العربیة ، بتصرف ).
وحالفنا الحظ بالعثور علی عدد غیر قلیل مـن المفـردات الفارسـیة الدخیلـة فـی اللهجات العربیة فی کتاب «الهادی فی الألفاظ العامیة » لعبد الفتاح خطاب الذی لقد قـام فیه بجمع کل المفردات الدخیلة من اللغات المختلفة فی کل اللهجـات العربیـة .
۲۵ مفردة فارسیة دخیلة فی الشامیة عودلت إلی مفردات عربیـة ، تستعمل حالیا فی مدی واسع فی اللهجة الشامیة بسبب نشاط التعریب الذی یحظـی بـه اللغة العربیة ؛ بعبارة أوضح أن نشاط التعریب فـی اللغـة العربیـة ولهجاتهـا لقـد أدی إلـی انسجام المفردات الفارسیة مع المفردات العربیة الأصول حیث أنـه مـن العسـیر أن نمیـز بینها.
أما النتیجة الثانیة فأن هناک مفردات فارسیة الأصول فی اللهجة الشـامیة خضـعت للاختزال ، القلب ، الإدغام والترکیب ؛ أی شأنها شأن المفردات العربیة فی اللهجات العربیـة ؛ لأن تسهیل اللغة هو ما یهدف إلیه العامیون بلا وعی ."