چکیده:
تمثل تقنيه التقمص او القناع من اهم التقنيات الوارده في الشعر العربي المعاصر حيث يستعين بها الشاعر علي استدعاء الشخصيات التراثيه للتعبير عن تجربته المعاصره. هذا وإن صلاح عبدالصبور(1981-1931م) شاعر متجدد يقوم التقمص بدورٍ لا يستهان به في نصوصه الشعريه؛ لذلك تعمد هذه الدراسه إلي معالجه القناع لغه واصطلاحاً وإلي تقصي اشكال حضوره في الشعر العربي المعاصر، ثم تتعاطي نصوص عبدالصبور الشعريه من هذا المنظور و تقوم بتحليل ثلاث قصائده المتقمصه. والتحقيق يبين لنا ان الشاعر لبس في نصوصه قناع الشخصيات المختلفه كشخصيه محمد(ص) الدينيه، وشخصيه الملك عجيب بن الخصيب الفولكوريه وشخصيه بشر الحافي الصوفيه. من المستنبط ان القناع اخرج شعره من الرومانسيه إلي التعبير عن الواقع الإنسان العربي واعطي تجربته الخاصه اتساعاً و شموليه مضافاً عليها ملامح جديده وجعل الشاعر يتارجح بين الذاتيه والموضوعيه. هذا وإن الفقرات الشعريه المدروسه تدعونا إلي ان الشاعر حاول عبر التقمص الشعري ان يكون فنياً في تقديم تجربته الشعريه.
The technique of applying mask is one of the most important techniques in Arabic contemporary poetry in which the ancient characters would be recalled by mentioned technique in order to express the desired concepts. This literary technique plays an important role in Egyptian modernism contemporary poetry. Thus the present research intends to survey the lexical and expressional meaning of mask as well as applying the different types of this technique so it evaluates three works of this poet. The study shows that the poet have applied the mask in various ways for instance for Mohammad the Messenger، folkloric character of Abu Al Khaseeb and so on. It could be resulted that his poetry enjoys a universal approach from the Arabic one and gave the chance of being frequent among individual and massive issues to the poet.
خلاصه ماشینی:
ثم یواصل الشاعر حدیثه وراء القناع وباسلوب المونولوج قائلا: أنسل تحت بابها بلیل لا آمن الدلیل، حتی لو تشابهت علی طلعة الصحراء وظهرها الکتوم أخرج کالیتیم لم أتخیر واحدا من الصحاب لکی یفدینی بنفسه، فکل ما أرید قتل نفسی الثقیلة ولم أغادر فی الفراش صاحبی یظلل الطلاب فلیس من یطلبنی سوی أنا القدیم (المصدر نفسه: 236-235) النص الشعری هذا یطالعنا بأن الشاعر یستدعی القرائن الإشاریة التی تعبر عن الواقع الشهیر فی الماضی، وهو هجرة الرسول(ص) من مکة إلی المدینة وقد رأی عبدالصبور فی هذه الهجرة إطارا تاریخیا مناسبا لیتحرک داخل معالمه.
والملاحظة الهامة هی أن الشاعر ولو کان لبس قناع الرسول وجعل الهجرة النبویة خلفیة لقصیدته، غیر أنه بنی نصه الشعری علی المفارقة؛ إذ أن الرسول(ص) لا یخرج بل یهاجر مع أصحابه إلی المدینة، أو إلی مکان سیصبح المدینة، بینما الشاعر یخرج من مدینته منفردا، والنبی أوصی أحد الأدلاء أن یکون هادیا لهم علی الطریق، أما الشاعر فلم یأمن دلیلا خشیة أن یضلله(داود، لا تا: 326) والنبی لا یطرح أثقاله وإنما یحملها معه وهی الرسالة، ولا یدفن سره وإنما یمشی ویعلنه، والرسول یطلب البقاء طریقا للجهاد وینهض لمستقبله ویقبل علی النصر، فی حین أن الشاعر یطلب قتل نفسه ویهرب من ماضیه، مضافا إلی ذلک فالنبی غادر لیلة المبیت فی فراشه ابن عمه علی بن أبی طالب(ع) الذی افتداه بنفسه ونام منامه لتظلیل من کانوا یطلبونه بغیة قتله، غیر أن الشاعر لا یتخیر واحدا من أصدقائه، ثم إن ساحة الصراع فی مکة کانت بین النبی وأصحابه المؤمنین من جهة، والأعداء الذین انکروا رسالته من جهة أخری، والحال ما فی القصیدة هو الصراع فی ذات الشاعر، أی صراع داخلی بین ذاته القدیمة وذاته الجدیدة المتحفزة للوثوب والتخلص من جلدها القدیم، لذلک الرسول(ص) یمثل الحقیقة ویظل الشاعر ظل الحقیقة(حلاوی، 1994م: 85 والغذامی، 2006م: 156 - 155).