چکیده:
قاعدة الملازمة من أهمّ المباحث الأصولیّۀ في مجال الدليل العقلي و هي تبتنی علی مسئلتی الحسن و القبح الذاتيین والتحسین والتقبیح العقلیین. و قد أتی المحقّق الإصفهاني بآراء دقیقۀٍ تمثِّل نظاماً شاملاً في هذا المضمار. یری المحقّق الإصفهاني أنّ قضايا الحسن والقبح من سنخ المشهورات التي لا واقع لها وراء تطابق آراء العقلاء. وعلی ضوء هذا الأصل بنی إتّجاهه المختار في قاعدۀ الملازمۀ فذهب الی أنّ ما حكم به العقل لايمكن أن يحكم الشارع على خلافه کما لايحكم الشارع على طبقه حکماً مولويّاً أیضاً. کما ذهب الی أنّ الأحکام الشرعیّۀ لاتکشف عن المصالح و المفاسد الواقعیّۀ الا بنحو الإجمال. وینبغی أن یسمّی هذا المسلک بمسلک التضمّن. ثم إنّ هذه الدراسة تقوم باستعراض الإتّجاه المختار
خلاصه ماشینی:
4 و أما الحالۀ الثانیۀ، فإذا أدرک العقل النظری وجود المصلحۀ أو المفسدۀ فی فعل من الأفعال فهل یحکم الشارع علی طبقه حکما مولویا أو لا؟ الصحیح، عدم حکم الشارع بذلک، و ذلک لأحد الوجوه الثلاثۀ التالیۀ علی نحو منع الخلو: الوجه الأول: ان الأحکام الشرعیۀ المولویۀ، لها مصالح و مفاسد تدور مدارهما و هذه یجدر بالإلتفات الی أن السر فی التفکیک بین الحالتین الأولی و الثانیۀ هو أن الحسن و القبح الصادرین عن العقل العملی إنما هما بمعنی استحقاق المدح و الذم عند العقلاء و قد تقدم أنهما ینشئان من المصلحۀ و المفسدۀ النوعیۀ و لکن یؤکد المحقق الإصفهانی هنا علی أن تلک المصلحۀ و المفسدۀ النوعیۀ لیس من الضروری أن تطابق المصلحۀ و المفسدۀ الواقعیتین التکوینیتین اللتین تدور الأحکام الشرعیۀ مدارها؛ و علیه فلابد من التفکیک بین الحسن و القبح الناشئین من المصلحۀ و المفسدۀ النوعیۀ و بین إدراک العقل المصلحۀ و المفسدۀ الواقعیتین التکوینیتین اللتین تدور الأحکام الشرعیۀ مدارها.
النکتۀ الثالثۀ: إن الدلیلین اللذین ذکرهما لإثبات کون قضایا الحسن و القبح من القضایا المشهورۀ التی لا واقع لها وراء توافق العقلاء، مما لایمکن قبولهما: أما الدلیل الأول، فیرد علیه أن اقتضاء الفعل المحبوب و الفعل المکروه للمدح و الذم سواء کان بنحو اقتضاء السبب لمسببه و المقتضی لمقتضاه، أو بنحو اقتضاء الغایة لذی الغایة، فهذا مما لا دخل لهما فی کون تلک القضایا مشهوریۀ أو یقینیۀ و ذلک؛ لأن الأفعال الحسنۀ و القبیحۀ کما یمکن أن تقع عللا و بالتالی کانت لها جذور واقعیۀ تکوینیۀ، فکذلک یمکن أن تقع طرقا الی غایات خاصۀ لاتتحقق الا من خلال هذه الأفعال.