چکیده:
يهـتم هـذا البحـث بدراسـة المعتقـدات الدينيـة في موضـوع «الإمامـة » لعلمـاء المعتزلـة في القرن الثالث الهجـري . ويعتـبر النصـف الأول مـن القـرن الثالـث الهجـري فـترة خاصـة في تــاريخ الإســلام ومــن أبــرز خصائصــه هــو ســيادة مــنهج العقلانيــة . و «الإمامــة » مــن القضايا الرئيسـية الـتي أثـارت وجهـات نظـر مختلفـة مـن مسـتهل الأمـر وأدت بالتـالي إلي تعدد المدارس الفکرية والکلامية ، بما في ذلک أهم قضايا المـدارس الدينيـة . ومـن خـلال دراسة الاستنتاجات العقلية لهؤلاء، يسعي هذا البحـث الإجابـة علـي هـذا السـؤال ؛ مـا معــني «الإمامــة » مــن وجهــة نظــر علمــاء المعتزلــة في الشــطر الأول مــن القــرن الثالــث الهجـري ؟ وردا علـي الادعـاء الـذي يطـرح نفسـه علـي هـذا الأسـاس ، هـو عـدم وجـود التجانس في آرائهم في مجال «الإمامة »، حيث کانت آرائهم متضاربة يمکن تقسيمها، إلي مجموعات مختلفـة . و کـان أسـلوب الإمامـة المفضـلة الفاضـلة ورأي الإمامـة الفاضـلة مـع نهجــين مختلفــين ، مــن أهــم معتقــدات متکلمــي المعتزلــة في هــذه الفــترة والــتي يمکــن القول ما عدي عدد قليل منهم ، اتفقت في نهاية الأمر کل من أنماط معتقدات المعتزلة مع السنة التاريخية في مجال الإمامة .
خلاصه ماشینی:
"وکـان مـن المعارضـین لعلـی بـن أبی طالـب ولهـذا السـبب طـرده المعتزلـة مـن بیـنهم (إبـن نـدیم ، ١٣٦٦: ٢١٤)، وکـان مـن المعتقـدین بالإجمـاع فی انتخـاب الإمـام ، ولم یعـترف بإمامـة علـی (ع ) عـن طریـق الإجمـاع واتفـاق الصـحابة لأنهـا برأیـه جـاءت فی ظـروف حرجـة وکـان یسـتدل علـی ذلـک بحضـور بعـض الصـحابة فی کـلا الفـریقین (شهرســــــتانی ، ١٣٨٤: ج ١، ٩٨؛ ابــــــن النــــــدیم ، ١٣٦٦: ٢١٤؛ اشــــــعری ، ١٩٩٩: ٤٥٦) کان الأصم من المتکلمـین الـذین یتفقـون مـع إمامـة المفضـول علـی الفاضـل ، وسـبب اعتقـاده یختلف عن کافة المعتزلة المعتقدین بهذا النموذج ویتفق مع إمامـة المفضـول علـی الفاضـل لهـذه الأســباب بالنســبة للآخــرین لکــون الفاضــل ؛ أمــر غــیر مســتقر ویمکــن ظهــور شــخص أکثــر فضــــیلة فی أی زمــــن کــــان (مســــائل الإمامــــه ، ١٩٧١: ٥٩-٦١) فللأصــــم رأی خــــاص فی موضـوع الإمامـة ، فهـو یعتقـد؛ إذا لاحـظ النـاس أحـوال بعضـهم الـبعض ولم یضـیعوا حقـوق الآخـــرین ، لم تکـــن هنـــاک حاجـــة إلی لإمـــام (الأشـــعری ، ١٩٩٩: ٢٦٠) ومـــن بعـــض آراءه الکلامیــة أن خلــق النــار والجنــة کــان قبــل القیامــة ، وهــذا یتعــارض مــع آیــات القــرآن الکــریم (المصــدر نفســه : ج ١، ٩٨).
کـان جعفـر بـن حـرب (٢٣٦هــ) مـن کبـار المعتزلـة فی بغـداد ومـن تلامـذة أبوموسـی مـردار ومــن بــین المعتقــدات الثلاثــة فی موضــوع الإمامــة ؛ واســتنادا علــی الســنة النبویــة الشــریفة یعتقــد جعفــر بضــرورة رضــی الفاضــل بإمامــة المفضــول (مســائل الإمامــة ، ١٩٧١: ٤٩-٥٢)، وفی هذا المعتقد کان مماثلا مـع جعفـر بـن مبشـر ومـع معتزلـة بغـداد (ملطـی ، ١٩٧٧: ٣٤) وکـان یدعی جعفر بن حرب وجعفر بن مبشر فی المصادر بالجعفرین (ابـن مرتضـی ، ١٩٨٨: ٤٣؛ ملطــی ، ١٩٧٧: ٣٨؛ خیــاط ، ١٩٨٨: ٨١) وکــان جعفــر بــن مبشــر (م ٢٣٤ هــ) یــؤمن بــالوجوب العقلی لمعرفة الله تعالی ، ولکنه لم یقر بالوجوب العقلـی لمعرفـة الإمامـة ویسـتدل بالحجـة : الإمامـة مـن مصــــالح الــــدین ولإقامــــة الحــــدود الشــــرعیة (شهرســــتانی ، ١٣٨٤: ج ١، ٢١٠)."