چکیده:
یتناول هذا المقال موضوع التقابل الدلالی فی الجزء الثلاثین من القرآن الکریم من خلال أبعاده الوظیفیة، وتناسبه مع السیاقات المختلفة التی أحاطت به؛ بما أنّ القرآن الکریم منزل من الله لهدایة الناس، وأنّ الهدایة تتطلب تنویع الخطاب، واستخدام الأسالیب البیانیة، وفقاً لمقتضیات أحوال المخاطبین، والظروف الزمکانیة.ولما کان اسلوب التقابل الدلالی نوعاً من الأسالیب البیانیة، وله القدح الأوفى فی التأثیر على المتلقی، والدور الفعّال فی عرض المفاهیم؛ تعویلاً على قول المحققین «الأشیاء تُعرف بأضدادها» ونظراً لاستخدامه فی أغلب السور المبارکة جاء هذا البحث لیکشف عن مدى استخدامه فی الجزء الثلاثین، وتناسبه مع السیاقات التی اشتملت علیه؛ وللإجابة على الأسئلة المتعلقة بأنواعه المستخدمة، وتناسبه السیاقی، ومعطیاته الدلالیة. ومن النتائج التی أفرزها البحث: أنّ هذا الجزء المبارک، قد اشتمل على التقابل الدلالی، و احتوى على عدد من أنواعه، کما خلّص إلى أنّ جمال التقابل الدلالی لا یقف علی الصورة اللفظیة بل له قیمته المعنویة فی النص و أنّ هذا الأسلوب یتناسب مع حاجة الإنسان إلى معرفة الحقائق بأجلى صورها، لأن التقابل الدلالی یعرض الأمر بصورتین مختلفتین أمام البصر والبصیرة ، وکان للتناسب السیاقی سهم وافر فی ذلک.أیضا تشیر نتائج هذا البحث أنّ التقابل لیس فنا تجریدیا لذاته وإنما جزء من بناء النص له أهدافه و دلالاته و فاعلیته و لا سیّما فی النص القرآنی حیث وظّف لخلق الصور و الموسیقی و تداعی المعانی و اغراء المتلقی.
خلاصه ماشینی:
"دراسة تناسب السیاق فی التقابلات الدلالیة فی الجزء الثلاثین من القرآن الکریم محمد صالح شریف عسکری 1 سودابه مظفری**، بهمن هادیلو*** الملخص یتناول هذا المقـال موضـوع التقابـل الـدلالی فی الجـزء الثلاثـین مـن القـرآن الکـریم مـن خـلال أبعـاده الوظیفیـة ، وتناسـبه مـع السـیاقات المختلفـة الـتی أحاطـت بـه ؛ بمـا أن القـــرآن الکـــریم منـــزل مـــن الله لهدایـــة النـــاس ، وأن الهدایـــة تتطلـــب تنویـــع الخطـــاب ، واســــتخدام الأســــالیب البیانیــــة ، وفقــــا لمقتضــــیات أحــــوال المخــــاطبین ، والظــــروف الزمکانیة .
ومــن النتــائج الــتی أفرزهــا البحــث : أن هــذا الجـزء المبـارک ، قـد اشـتمل علـی التقابـل الـدلالی ، و احتـوی علـی عـدد مـن أنواعـه ، کمــا خلــص إلی أن جمــال التقابــل الــدلالی لا یقــف علــی الصــورة اللفظیــة بــل لــه الأستاذ المشارک فی فرع اللغة العربیة و آدابها، بجامعة الخوارزمی ،طهران ، ایران ، Sharif-asksri@khu.
ولا نعــدو الحقیقــة إذا قلنــا أنهــا جمیعــا أیضــا تلتقــی عنــد هــدف واحــد، ألا وهــو الکشــف والبیان عن أمور باتت خفیـة علـی الأبصـار والبصـائر ؛ کمـا لا نبـالغ اذا قلنـا أن هـذا الاسـلوب البیـانی البـدیع الـذی نـدعوه « التقابـل الـدلالی » بانواعـه المختلفـة کـان ولایـزال السـیف القـاطع الـذی یشـهره الأدب الرفیـع ومنهـا الأدب القـرآنی ، وهـو أرفعهـا، کلمـا احتـدمت معـارک الهـدی والضلال والحق والباطل ؛ لمـا لـه مـن فاعلیـة عالیـة فی إجـلاء الحقـائق وتثبیـت الحقـوق خاصـة إذا أمعــن النظــر فی تناســب الســیاقات الــتی احتــوت التقــابلات الدلالیــة .
فـإذا کـان ذلـک کـذلک ، فـإن بعـض المحسـنات قائمـة علـی توظیـف المعنـی مــن حیـث الإیقـاع و التنغـیم الصـوتی و الموسـیقی الــذی ینــتج هــذه المحســنات فی الجملــة الفنیــة شــعرا ونثــرا، معتمــدة فی ذلــک علــی التقابــل و التــوازی المعنوی عن طریق التضـاد بـین الالفـاظ و الجمـل ، ومـا ینـتج عـن ذلـک مـن أخیلـة وصـور شـعریه مصــحوبة بــالتوزیع و التنســیق الصــوتی واللفظــی الایقــاعی فیکــون التحســین تحســینا فی اللفــظ والمعنـی معـا."