چکیده:
يشكل انعدام الجنسية ظاهرة تستحق الاهتمام في العالم المعاصر؛ لأنها تؤثر سلب اً في حياة ملايين من الرجال والنساء والأطفال في جميع أنحاء العالم.
وفي ضوء أن الجنسية تُمنح من قبل الدول، فإن هناك من الأدوات التي يملكها المجتمع الدولي لمناهضة القوانين والسياسات التي تعطي الفرصة لنشوء حالات انعدام الجنسية، والتي يمكن الاستعانة بها لمنع انعدام الجنسية، والتي لاقت نجاحاً في استخدامها.
ورغم الجهود الدولية في هذا الخصوص، إلا أن هناك ملايين البشر في جميع أنحاء العالم بلا جنسية. وهؤلاء هم عديمو الجنسية. وهذه الظاهرة قد تنشأ من أسباب مختلفة.
وقد تزايد وعي المجتمع الدولى خلال السنوات الأخيرة بأن احترام حقوق الإنسان يساعد في الحيلولة دون حدوث حالات الخروج الجماعى والنزوح القسري. وبالمثل، تزايد الوعي، بناءً على المبادئ الواردة في المعاهدات الدولية، بالتزام الدول بتسوية مشكلات انعدام الجنسية. وينبغى على الحكومات أن تدرك رسمياً وعملياً بأن ليس لها الحق في سحب أو حجب مزايا المواطنة عن الأفراد الذين يمكنهم التدليل على وجود صلة حقيقية وفعالة بالدولة.
إن الطريقة المثلى التى يمكن للمجتمع الدولي أن يدلل بها على عزمهم خفض حالات انعدام الجنسية أو القضاء عليها تتمثل فى إق ا رر تشريعات وطنية تنسجم مع القانون الدولي، وتكفل عدم حرمان الأفراد من الجنسية بصورة تعسفية، وتكفل توافر الحماية الكافية لأولئك الذين يظلون أو يصبحون عديمي الجنسية. ويمكن للمنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق الإنسان أن تقوم بدور مهم في المراقبة بالمساعدة في ضمان ألا تؤدي سياسات الدولة إلى جعل الأشخاص عديمى الجنسية، بتشجيع حكوماتهم على تسوية حالات الأفراد عديمي الجنسية، وبرفع الوعي بالمشكلات المتعلقة بانعدام الجنسية.