چکیده:
إنّ الأسلوب يحدث للأديب من خلال ممارسته لمنهج خاصّ حيث يمکن اعتبار ذلك المنهج خاصّاً به
يم يّزه عن غيره. والدّ راسة الأسلوبية هي من أهمّ مجالات البحث الأدبي المعاصر الذي استرعی انتباه النّقاد
المعاصرين؛ إذ يعتمد هذا المنهج في دراسته للنصّ على الكشف عن الجماليّات الكامنة في الأساليب من
خلال تحليل الظواهر اللغوية، وتبيان علاقتها بالحالة الشعورية والتأثير الفني الأدبي المفهوم من خلال ذلك.
وعلی ضوء أهمّية المسألة يقوم هذا البحث بدراسة أسلوبية لقصيدة «سرحان لا يتسلّم مفاتيح القدس»
للشاعر المصريّ المعاصر أمل دنقل (1940 - 1983 م) علی أساس المنهج الوصفی- التحلیلی مع
الترکيز علی ثلاثة مستويات أسلوبيّة هي المستوی الفکري،الأدبي-الدلالي واللغوي-الترکيبي.
ومن أهم ما وصل إليه البحث الحالي من النتائج هو أنّ توظيف التقنيّات العديدة کالتّناصّ والطّعن
والانزياح والحوار والحكاية والرّمز والتركّيز علی الإيقاع والموسيقی جعل من الشاعر صاحب أسلوب مرموق
في عمليّة نقل ما في باله إلی المتلقّي؛ فأسلوبيّة النّصّ تشهد علی أنّه حضر في القصيدة کشاعر فنّي ينهال علی الذين باعوا القدس وانصرفوا لملذّاتهم باللّوم والطّعن ويؤکّد رمزياً علی خيار المقاومة والنّضال لتعود للوطن العربي کرامته ويستردّ الحقوق الضائعة للمواطنين. وعناصر القصيدة تتساند کي تعبرّ عن مدی نجاح الشاعر في تحقيق آماله وتبديد آلامه؛ من توظيفه لشخصية سرحان الرمزية إلی اختيار بحر الرجز الملائم لهذه الغاية واستخدام الكلمات الفخمة وتغليب الجمل الإخبارية علی الإنشائية والأفعال المضارعة علی بقيّة أنواعها، بجانب الاستمداد من الأصوات المجهورة الموحيّة. فکل ذلك أعطی شعر الشاعر حيويّاً
واستمراريّاً وتعدّدياً في المتلقي وجعله کشاعر ذي أسلوب خاصّ خارج نطاق التقليد.