خلاصه ماشینی:
ویمکن استلهام أنه وببساطة استعمل مصطلح الأمـة للدلالة علی أمرین: الأول: الأمـة بمعنی المجتمع الإسلامی: حیث نستقرئ فی عدد کبیر عبارات الحدیث عن أمة الإسلام بل إن أصل البحث هو تنزیه الإسلام عما ینسبه إلیه المغرضون الذین یلقون علیه تبعات صلتهم الذلیلة بالسلطان ویشرعون حکمه وسلطانه واستبداده, وهدف الرسالة تنبیه أمة الإسلام إلی مخاطر ما یحوکه المستبدون مما قد یصبح خطرا داهما یهدد مستقبل الأمـة الإسلامیة التی تخلفت لأنها ابتعدت عن الشریعة وسادها الاستبداد الذی تخلت عنه الأمم الأوروبیة وقادها إلی التقدم.
تطالعنا فی کتاب النائینی ثلاثة أهداف, یتصدرها الهدف الدینی لتصل فی النهایة إلی ما یخدم فکرة المواطنة, حیث یعتبر أن السلطة الدستوریة توجب حفظ بیضة الإسلام وصیانة حوزة المسلمین(12) , ویؤکد أن الأصلین المبارکین (الحریة والمساواة) هامش: (10)- م.
- الأعضاء: هذا الأمر امتحان دقیق لطبیعة المواطنة التی یرضاها النائینی ویبتغیها, فهل الأعضاء المشرعون هم المسلمون فقط؟ أین الشرکاء فی الوطن؟ ویمکن أن نجد شیئا مهما یذکره العلامة فی صفة أعضاء المجلس, حیث یعتبر أن أحد أهم أوصاف النائب هو الحرص والغیرة الکاملة علی الدین والدولة والوطن الإسلامی بل نوع المسلمین، فیعتبر دماء وأعراض وأموال المسلمین کریمة مثل دمه وماله وعرضه, والدین ناموسا أعظم بل أهم النوامیس(20) .
یقسم السید الفراتی الأمـة إلی أقسام نستطیع أن نستقرئها بین طیـات الکتاب وفی متفرقاته، وذلک بحسب أوصافها: - الأمـة الجاهلة: وهی الأمـة التی تأمن حکومتها من المسؤولیة والمؤاخذة لأنها غافلة أو مغفلة، حیث تعمل هذه الحکومة علی الاستمرار فی السطوة والسیطرة، وتتلبس بصفة الاستبداد.
هذه الأمـة التی أوجد لها الإسلام العدل لیکون علما علی رأس ناموسها، ولکنه لم یعش فیها إلا لفترات قلیلة، وهی الآن تطلبه وتبکیه، وسیدوم بکاؤها إلی یوم الدین(41) .