خلاصه ماشینی:
فالعدید من التساؤلات المهمة تعالج ضمن هذا العنوان ومنها: هل أن الاعتقاد الدینی أمر عقلی أم أن الإیمان من حیث الأساس نشاط مناقض للعقل أو علی الأقل غیر عقلی؟ ولو فرض عجزنا عن إثبات مسائل الاعتقاد الدینی بواسطة العقل, فهل یکون القبول بها أمرا عقلانیا؟ وعلی سبیل المثال, لو لم یکن باستطاعتنا إقامة أی دلیل عقلی علی وجود الله تعالی, فهل یکون الإیمان بوجود الله عقلانیا؟ هناک رأیان متناقضان ومتعارضان فی العالم المسیحی بخصوص علاقة الإیمان بالعقل: 1- الرأی الأول یری أن الإیمان أو بعبارة أخری المعتقدات الإیمانیة تنسجم مع العقل.
ولا یمکنه إنکار ذلک؛ لأن هذه القضیة هی خبر أیضا؛ وبناء علی ذلک, فإن اختیار أو ترجیح أحد السبیلین أی العقل والإیمان بحاجة إلی البرهان العقلی؛ ولهذا, ثمة نوع من البرهان العقلی فی اختیار المذهب الإیمانی الذی یعد أفضل أسلوب فی تحدید الموقف من الدین والله.
وهذا الأمر لا یعنی شیئا سوی المخالفة للمذهب الإیمانی؛ ویعنی ذلک أنه قبل الإیمان أو التقصی فی دین معین, یجب أن یجعل ذلک الدین تحت میزان العقل ویخضعه للتقییم العقلی, وعندما یقبل به العقل حینئذ یؤمن به, وهذه الرؤیة هی نفس الرؤیة العقلیة للدین؛ وعلی سبیل المثال لا الحصر, لنفترض أن إله المسیحیة بصورة التثلیث؛ وإله المسلمین أو الله بصورة الواحد والرحمن الرحیم؛ والله فی دین الیهود یهوه, وفی أدیان الهند والبوذیة یتم تصویره بصورة الحقیقة غیر المشخصة أو نیرفانا (السعادة القصوی فی البوذیة), کما أن لکل دین من هذه الأدیان منهجا خاصا لأتباعه.