خلاصه ماشینی:
"و تتجلی هذه الحقیقة بصورة أنصع و أوضح حینما یتعلق الأمر بالثقافة و الحضارة الاسلامیة التی لا یزال النقاش فی إطارها و لأسباب عدیدة-و رغم کل ما ظهر من الدراسات و البحوث-محتدما حول نصیب کل واحد من الشعوب و الأمم المساهمة فی رفع صرح هذه الحضارة،و یلوح انه نقاش اصعب و أعقد بالمقارنة الی مثیله المتعلق بثقافات و حضارات اخری.
و من بین الأسباب و العوامل الملمع الیها اعلاه یمکن الاشارة الی ما یلی: أولا:الطابع المرکب للحضارة الاسلامیة:و هذه ظاهرة تعد من السمات الممیزة فی الحضارة الاسلامیة،حیث تعزا الی حرکة الفتوحات و التمدد الجغرافی،و ذلک حینما استولی المسلمون علی الاراضی و البلدان الممتدة من الصین شرقا حتی الاندلس غربا،و مزجوا التراث الثقافی و الحضاری لتلک الأمم بفضل سیاسة التقریب و التآلف الاسلامی لتظهر الی النور ترکیبة قشیبة من الثقافة و الحضارة تعد خلیطا من الموروث العربی و الصینی، و الهندی،و الایرانی،و الرومانی،و السریانی،و العبری،و القبطی،و الحبشی،و الیمنی،و لم یکن هذا النموذج المرکب خاصا بأحد من هذه الشعوب علی نحو حصری.
علی هذا الاسی تمخضت مشاریع التخطیط للدراسة الجامعیة فی ایران بعد الثورة الاسلامیه فی عام 9791 میلادیه عن ادراج مادة(تاریخ العلم)بمقدار حصتین دراسیتین أو اکثر فی بعض الفروع العلمیة الرئیسة کالفیزیاء،و الکیمیاء،و الریاضیات،و کذلک الطب،و (تاریخ الثقافة و الحضارة الاسلامیة)کی یتعرف الطلبة و لو بشکل بسیط علی اسس فرعهم العلمی و جذوره،و اضافة شئ جدید الی المنظومة العلمیة المتوفرة فی فرعهم.
کما نقترح کذلک أن تشرف الیونسکو علی تمکین مرکز ابحاث تاریخ العلم فی جامعة طهران و سائر المراکز المماثلة من تبادل الطلبة فی اطار دورات بحثیة قصیرة الأمد و توفیر الفرصة لهم لتبادل خبراتهم."