خلاصه ماشینی:
"ففی القطعة الشعریة، نری صورة صافیة لمواطن فلسطینی عادی، مغرم ببلاده ولن یمنح رخصة لأی سلطة خارجیة للسیطرة علی وطنه؛ رغم أن محمود درویش کان شابا فی زمن إنشاد هذه القصیدة، فقد سخرت الهتافات الثوریة فضاء شعره.
فی نهایات السبعینات (1970) حین أضیفت اشتباکات لبنان الجنوبیة إلی مأساة فلسطین، یصور محمود درویش صورا وواقعیة من أجزاء فلسطین فی دیوان «أعراس» وفی «قصیدة الرمل» و «قصیدة الأرض» و «قصیدة الخبز»، بدون أی مبالغة أدبیة، قال فی قصیدة الرمل: أمشی إلی حائط إعدامی کعصفور غبی، وأظن السهم ضلعی ودمی أغنیة الرمان.
وقد أصدر قصائده وهو شاب فی سن العشرین ونیف وهو الآن رجل ناضج الرأی، فما نظرته إلی فلسطین؟ أو بعبارة أخری ما صورة لفلسطین فی شعر محمود درویش؟ إنی أذکر أجزاء من آخر قصیدة لمحمود درویش تحت عنوان «حالة حصار» التی أنشدها فی مدینة «رام الله» عند الهجمات الوحشیة التی نفذتها إسرائیل: فی الحصار، تکون الحیاة هی الوقت بین تذکر أولها ونسیان آخرها..
هنا جنرال ینقب عن دولة نائمة تحت أنقاض طروادة القادمة یقیس الجنود المسافة بین الوجود بین العدم بمنظار دبابة نقیس المسافة ما بین أجسادنا والقذائف بالحاسة السادسة فتتکامل صورة فلسطین رویدا رویدا، صورة تحب الحیاة بأکملها وبکل لحظاتها، صورة بلاد تموت من أجل الحیاة: نحب الحیاة غدا عندما یصل الغد سوف نحب الحیاة لقد أنشد محمود درویش هذه القصیدة فی مدینة رام الله، عند الهجمات الإسرائیلیة الوحشیة العمیاء وحین کتابتی هذه السطور کانت تلک الهجمات لاتزال مستمرة."