خلاصه ماشینی:
"الفقر والفقراء فی النظام الرأسمالی تلوم النظریة الرأسمالیة الفقراء فی المجتمع الرأسمالی علی فقرهموتعاستهم، وتلزمهم مسؤولیة الهبوط الی قعر السلم الاجتماعی، وتعزی سبب الفقر الی انعدام المسؤولیة الاجتماعیة للطبقة الفقیرة; وتزعم بان انعدام المساواة الاجتماعیة بین الافراد له تبریر عقلائی وهو أن المجد یفوز بقصب السبق من الناحیة الاقتصادیة، والخاسر یعاقب بالحرمان من الکسب المالی ویجرد من مرکزه الاجتماعی وقیمته الاخلاقیة، لانه لیس اهلا للتمتع بالثروات الاجتماعیة.
ولا شک أن عدم اکتراث هذا النظام بالفقر والفقراء دلیل علی أن رواد هذه المدرسة الفکریة لیسوا أهلا لقیادة وزعامة الانسانیة المعذبة بأی حال من الاحوال; فکیف یقود متخمو العالم ملایین المعذبین الذین یشدون علی بطونهم الاحجار بلسما لجوعهم وألمهم؟ وکیف یطمئن المستضعفون علی تسلیم مفاتیح مجتمعاتهم لافراد الطبقة الرأسمالیة التی لا تملک فهما للالام والمعاناة الانسانیة؟ ومع أن زعماء الرأسمالیة یلقون لوم الفقر علی الفقراء، إلا أن النظریة التی یؤمن بها هؤلاء الزعماء تفتقر الی تحلیل وتصنیف واضح لابعاد الفقر وحاجة الفقراء، فی حین أنها تبذل جهدا مضنیا فی تحلیل أبعاد الاقتصاد الاجتماعی، ودور رأس المال فی تنشیطه وتنمیته.
فهل من العدل والانصاف أن یعانی هذا الانسان وأسرته من الحرمان؟ ألا یعتبر عمله السابق خدمة کبیرة لافراد المجتمع؟ فکیف تفسر النظریة الرأسمالیة الفارق الشاسع فی المکافأة الاقتصادیة بین هذا الفرد وبین الرأسمالی الذی انقطع عن عمله لنفس السبب؟ ألیس من الحق أن نقول إن علی النظام الاجتماعی أن یضمن لکل منهما حیاة کریمة؟ فلماذا هذا الفارق الشاسع فی المکافأة الاجتماعیة بین العامل الفقیر والرأسمالی الثری؟ وبالرغم من کل هذا الاجحاف بحق الفقراء، فإن المدرسة الرأسمالیة تزعم بأن ثلث الفقراء فی المجتمع الرأسمالی ینتقلون سنویا من الطبقة الفقیرة الی الطبقة المتوسطة السفلی."