خلاصه ماشینی:
"وهنا توجد مسألتان : المسألة الاولی : ما مدی معرفتنا بالزهراء(علیها السلام) ؟ إن محبی اهل البیت(علیهم السلام) قد سعوا طوال تاریخ الاسلام إلی احترام آل بیت رسول الله(صلی الله علیه وآله) والتعلق بهم وخصوصا الزهراء(علیها السلام) بالقدر المستطاع ، ولیس لاحد أن یتصور أن هذه العظیمة أصبحت عزیزة علی القلوب فی عصرنا فقط ، نعم فی عصرنا ما فی القلوب یجری علی الالسن ; لانه عهد الاسلام وحکومة القرآن ، عهد الحکومة العلویة وحکومة اهل البیت(علیهم السلام) ، إنها کانت عزیزة دائما ، فأقدم جامعة اسلامیة فی العالم الاسلامی والتی یعود تاریخها إلی القرنین الثالث والرابع الهجری هی باسم الزهراء(علیها السلام) ، ألا وهی جامعة الازهر فی مصر المشتق اسمها من الزهراء(علیها السلام) ، فکان الخلفاء الفاطمیون الشیعة الذین کانوا یحکمون مصر آنذاک یسمون جامعاتهم باسم الزهراء(علیها السلام) .
إن حیاة الزهراء(علیها السلام) فی جمیع الابعاد کانت ملیئة بالعمل والسعی والتکامل والسمو الروحی ، وقد أمضت حیاتها بمنتهی الرفعة فی تلک الظروف ، وقامت بتربیة أولادها الحسن والحسین وزینب ، وإعانة زوجها علی(علیه السلام) ، وکسب رضا أبیها النبی(صلی الله علیه وآله) ، وعندما بدأت مرحلة الفتوحات والغنائم لم تأخذ بنت النبی ذرة من لذائذ الدنیا وزخرفها ، ومظاهر الزینة والامور التی تمیل لها قلوب الشابات والنساء .
القضیة المهمة ـ کما ذکرت ـ هی أن یعیش هذان العنصران وهذان الموجودان ـ مع مالهما من خصائص ـ بانسجام وتعایش مشترک فی نطاق الاسرة ، إلا أن أحدهما أرق جسما والاخر أقوی وأشد ، فإذا لم یحم القانون المرأة فقد یحیف علیها الرجل ; ولهذا فإن علی القانون واجبات ثقیلة جدا لحمایة النساء اللاتی کون أسرا فی أطر اجوائهن العائلیة ، وهو ما یجب علینا متابعته بجد فی بلدنا ."