خلاصه ماشینی:
"حیث فعلت أمیرکا خلال تلک البرهة کل ما أرادت فعله فی هذا البلد ، فقد کانت طلیقة الید لتفعل ما تشاء فی المجال الاقتصادی وفی قطاع النفط وفی مجال تنصیب کبار المسؤولین وتعیین الحکومات أو اسقاطها ، وفی مجال العلاقات الدولیة ، وفی مجال العادات والتقالید التی کانت تفرضها علی أبناء الشعب ، وفی مجال الجامعات .
وأما بالنسبة إلی الجامعات والتی کانت قلیلة من حیث العدد وکان عدد طلبة الجامعات فی السنوات الأخیرة من العهد البهلوی لا یتجاوز عشر العدد الحالی ، فالدروس التی کانت تدرس فیها ـ سواء علی صعید العلوم الانسانیة ، أم العلوم الفنیة والصناعیة ، أم العلوم الطبیعیة ـ کانت مقتبسة من الآخرین ، ولم یکن هناک من جدید .
أما من حیث النظام الحکومی ، فقد کان هذا البلد محکوما من قبل واحدة من أکثر الحکومات رجعیة ، فکان الحکم وراثیا ; فإذا مات الأب کان الشعب مرغما علی قبول ابنه کملک مطلق بغض النظر عن سنه ومؤهلاته وقدراته وصفاته الأخری ، بدون معیار من العلم والتقوی والعقل أو أی شیء آخر.
القضیة الثانیة التی اهتم بها الامام غایة الاهتمام هی إحیاء الروح الدینیة وتقویة ایمان أبناء الشعب ، ذلک الایمان الذی کان لدیه .
ولکن بفضل موقف الامام أصبح التأثیر الثقافی متبادلا ; وکذا بدأ هناک تیار ثقافی یتحرک من مجتمعنا الاسلامی نحو الخارج وبشکل بعث الرعب مرات عدیدة فی قلوب زعماء الاستکبار ، ولا زالوا یعبرون عن رعبهم ذاک فی تصریحاتهم التی یدلون بها فی الوقت الحاضر ویتهموننا فیها بمحاولة تصدیر الثورة فی حین أننا لم نعلب ثورتنا حتی نصدرها إلی مکان ما ."