چکیده:
تراث کلّ أمّة هو رصیدها الباقی، ومدّخرها المعبّر عمّا کانت علیه من تقدّم فی کلّ مجالات الحضارة والثّقافة. والمکتبات فی أقطار العالم جمعت کثیراً من المیراث المکتوب للمسلمین فی العصور الذهبیة للحضارة الإسلامیة. وإخراج هذه المخطوطات وتحقیقها تحقیقاً علمیاً واجب علی الباحثین. کتاب الفکوک فی شرح الشکوکلإبراهیم بن أحمد الجاربردی (712ق) - العالم الإیرانی فی القرن الثامن الهجری - أحد هذا المیراث المکتوب الذی شرح المؤلف فیه کتاب والده أحمد بن حسن الجاربردی (746ق)، الموسوم بـشکوک علی الحاجبیة وهو شرح لکافیة ابن الحاجب (646ق). کتاب الکافیة لقی - على صغر حجمه - اهتمام العلماء الذین جاءوا بعده فهبّ جمع منهم لشرحه ونقده حیث حظی بمائة واثنین وأربعین شرحاً بالعربیة، منها ما کسب شهرة واسعة فی الأوساط العلمیة ومنها ما لم یحظ بشهرة تذکر فبقی مغموراً غیر معروف کشرح أحمد بن حسن الجاربردی وشرح إبراهیم الجاربردی لکتاب والده هذا. والمهم أنّ هذه المقالة تتناول البحث فی منهج الکتاب الأخیر فی عرض المادة العلمیة والتعلیلات والشواهد، وموقف مؤلفه فی الخلافات النحویة وتشیر نتائج هذا البحث إلى أنّ الجاربردی کثیر الاحتجاج بالجمل النثریة وأسلوبه یتسم بالغموض والتطویل إذ یلجأ إلى التعلیلات المنطقیة، وهو لم یکن بصریاً ولا کوفیاً بل کان یذهب مذهب القیاس الصحیح والنقل الکثیر.
خلاصه ماشینی:
ومن الشروح المشهورة للكافية: شرح مصنفها ابن احاجب (646ق)، وشرح الرضي الإستراباذي (686ق)، والفوائد الضيائية لنور الدين الجامي (898ق)، والبرود الضافية والعقود الصافية لجمال الدين علي بن محمد بن أبي قاسم الصنعاني (837ق)، ومن الشروح المجهولة؛ الخاملة الذكر: كتاب شكوك على الحاجبية لأحمد بن حسن الجاربردي (742ق) وشرح هذا الكتاب الفكوك في شرح الشكوك لولده إبراهيم الجاربردي الذي هو موضوع بحثنا هذا، ولم يشتهر بالشهرة التي تليق به وبمؤلفه وقد خلا من ذکره كثير من كتب النحو.
3. 1 خلفية البحث لم يسبق بحث في کتاب الفکوك في شرح الشکوك للجاربردي ومنهجه - حسب اطلاعي - أمّا کتب الفهارس التي أشارت إلی مخطوطته: کتاب فهرستگان نسخههاي خطي ايران لمصطفي درايتي، وکتاب فهرس المخطوطات العربية في مکتبة شستربيتي لآرتور جان آلبري2، وقد أشير فيهما بکتاب الفکوك في شرح الشکوك ومؤلفه وموضوعه وکتب التراجم التي جاء بترجمته: کتاب الدرر الکامنة في أعيان المائة الثامنة للعسقلاني، الذي ذکر أنَّه أحد علماء عصره وله جواب قاطع لمناظرات القاضي عضد الدين الإيجي وأحمد بن حسن الجاربردي في قوله تعالی: ﴿فأتوا بسورة من مثله﴾، ومعجم المصنفين للتونکي، ومعجم المؤلفين لکحالة، جاءا بترجمة مختصرة من الجاربردي، وطبقات الشافعية الکبری الذي جاء فيه مکاتبات الجاربردي وعضد الإيجي بکاملها.
ومن الأمثلةعلى ذلك شرحه لقول أبيه في باب تعريف المفعول المطلق حيث قال: «قال رحمه الله5: قوله6 المفعول المطلق اسم ما فعله إلى آخره إن قلت أن الصناعة النحوية تقتضي أن يقيد حد ساير المفاعيل بالاسم، فما الموجب للتقييد هنا وترکه في غيره؟» (المصدر نفسه: 115) فقد تحدث عن اشتراك المفاعيل في كونها اسماء ولزوم تقييد تعريف كل واحد منها بالاسم، وتحدث أيضاً عن تقييد التعريفات بالجنس ثم بما يقوم مقامه، إنَّ إهماله التقييد بالجنس في باقي المفعولات، وذکره إياه ههنا لايخلو من دليل.