چکیده:
تحتفظ المرأة بحضور قوی فی الإبداع العربی والغربی القدیم والحدیث على حد سواء حیث کانت دائماً محفزاً کبیراً للأدب وسرّ نهضته على مرّ العصور وعند الأمم. وتختلف صور حضورها من جنس إلى آخر، ومن مبدع إلى آخر مما یستدعی البحث والتأمل للإجابة على الأسئلة التی یثیر هذا الحضور فی هذا المجال أو ذاک. فقد حظی أدب المرأة فی العصر الراهن اهتمام الکتاب والمفکرین، کما شغلت حیزاً واسعاً فی نتاجهم العلمی والأدبی، وقد تأثر الأدباء بحرکة الواقع وأثروا فیها. هذا وقد دخلت المرأة فی مجال الروایة کاتبة وبطلة؛ فنراها تتحدث عن مشاکلها ومشاکل أبناء جنسها ساردة ومسرودة. یقوم هذا المقال ضمن المنهج الوصفی بتحلیل روایات علیاء الأنصاری الراویة العراقیة الملتزمة فی ضوء النقد الإسلامی والنقد النسوی لیصل إلى رؤیة أکثر وضوحاً بین وظیفة الأدب مرتبطاً بالایدیولوجیا والجنس أولاً، ثم الوطن والجنس ثانیاً. فللروائیة عدد من الروایات بما فیها: ترنیمة الحب، وعینا أم موسی، والوسم، وجاء متأخراً. تدور قصة الروایات حول الصراع النفسی الذی یظهر فی علاقة المرأة بالرجل؛ فتبدو الکاتبة متحمسة نسویة خلال محاولتها الدائمة للتحرر من الهیمنة التی تتحول فیما بعد إلی نوع آخر من الصراع حیث تجد المرأة التی تعانی فی نفسها من الخوف من الآخر لتصل إلی الثقة بالنفس حتی تصبح بوصفها إمرأة مسلمة نموذجا یقتدی به فی المواجهة أمام المشاکل الوطنیة السائدة فی بلدها المنکوب.
خلاصه ماشینی:
تدور قصة الروايات حول الصراع النفسي الذي يظهر في علاقة المرأة بالرجل؛ فتبدو الكاتبة متحمسة نسوية خلال محاولتها الدائمة للتحرر من الهيمنة التي تتحول فيما بعد إلي نوع آخر من الصراع حيث تجد المرأة التي تعاني في نفسها من الخوف من الآخر لتصل إلی الثقة بالنفس حتی تصبح بوصفها إمرأة مسلمة نموذجا يقتدي به في المواجهة أمام المشاكل الوطنية السائدة في بلدها المنكوب.
3. 3 شخصية المرأة البطلة إنّ البطلة في روايات الأنصاري تتحدی المشاكل متاثرة بالعقيدة الاسلامية فالهيفاء بطلة ترنيمة حبّ، امرأة ملتزمة تحبّ زوجها حباً يجعل منها ضحية(إذ إنها عاقر فتخلت عن حياة زوجها حتي يتزوج) كما أنّ وفاء - بطلة جاء متاخرا - تتحمل سوء معاملة زوجها لتصل إلی حلّ سلمي بعيد عن اتخاذ قرار الطلاق.
وعن تجربتها الأدبية تقول الكاتبة علياء: «حرصت على أن تكون بطلاتي، نساء قويات متحديات للزمن، للصعاب اللتي تحيط بهن قادرات على حلّ مشاكلهن، ناجحات، فالمرأة ليست جسداً فحسب يتغنى به وليست جمالاً يتغزل به، إنها إضافة إلى هذا روح وفكر وإرادة، هذا ما عملت عليه في رواياتي لذلك جاءت كلّ رواية تتحدث عن موضوعة مهمة في حياة المرأة فبطلة الوسم تحدّت اليتم والقهر واستحقار المجتمع لها لمجهولية نسبها، وفي ترنيمة الحبّ تحدّت بطلتي أيضاً قضية الأمومة.
كما أكدت شخصية البطلة وفاء: «إن المرأة في مجتمعنا تعاني الكثير» (الأنصاري، 2011: 158) فنستطيع أن نحسبها ضمن سمات النقد النسائي ومن أهمها: طلب الحرية والاحترام: تقول وفاء مخاطبة اختها: «أريد أن أعيش حياة طبيعية، الاحترام، المعاملة كزوجة وكإمرأة، أريد أن أشعر بحقي في الحياة وفي الخروج وأن أذهب إلی بيت أمي دونما خوف منه وأن أتحدث مع طلبتي بحرية دون محاكمة».