خلاصه ماشینی:
"فنعنی بجاذبیة الإسلام فی قسم العقائد أن العقائد الإسلامیة ؛ موافقة للفطرة الإنسانیة الباحثة عن الحقیقة ، بمعنی أن العقائد الإسلامیة بما أنها مبتنیة علی أساس الحقائق الوجودیة ، والإنسان بفطرته طالب للحقیقة وباحث عنها ، ستکون هذه العقائد موافقة للفطرة وجاذبة لها ، إلا أننا لانرید التعرض للجاذبة والطاردة المتعلقة بالقیم والأحکام الإسلامیة ، وبالخصوص تلک المتعلقة بالقوانین والأحکام التکلیفیة ، والسؤال الذی نود التعرض إلیه هو : هل تکون مجموعة القیم والأحکام الإسلامیة جاذبة للإنسان أو طاردة له ؟ هل یمکن تصور الطاردة فی الإسلام ؟ ومن الممکن أن یخطر فی الذهن هذا السؤال ، وهو أنه إذا کانت مجموعة المعارف الإسلامیة منظمة علی أساس الفطرة الإنسانیة وهذا بمعنی أنها جاذبة للإنسان ، فکیف یتصور وجود طاردة للإنسان فی هذه المعارف؟ والجواب علی هذا السؤال هو : أن الإنسان کما أنه طالب للحقیقة ومرید للکمال ومحب للجمال بفطرته ، کذلک هناک مجموعة من الأمور الغریزیة والفطریة الأخری موجودة فیه ، وفی کثیر من الأحیان یحصل التعارض والتزاحم بین هذه الأمور الفطریة والغریزیة ، ولکی یتضح البحث أکثر ولا یحصل فیه بعض الالتباسات بسبب الاصطلاحات سنطلق اسم الغریزة علی الرغبات الحیوانیة والمادیة للإنسان وأما سائر الرغبات فنطلق علیها اسم الفطرة ، وبعد ذلک نقول : إن کثیرا ما یقع التنافی وعدم الانسجام بین الغریزة والفطرة ، حیث أن الغریزة لایهمها إلا إشباع رغباتها فقط ولا تعرف معنی العدالة والرحمة والإنصاف والبطن الخاویة لاتعرف إلا الطعام والخبز ولا تفرق بین حلاله وحرامه وبین کونه ملکا أو غصبا أو غیر ذلک ، وکل همها الشبع فحسب ."