چکیده:
تروم هذه الدراسة الکشفَ عن الأبعاد الاستشرافیّة البانیة فی المنظومة الفکریّة العقدیّة فی مدرسة أهل البیت علیهم السلام؛ بوصفها تتضمّن جملة من المبادئ والمرتکزات التی یمکن استثمارها لتشکیل رؤیة استشرافیّة لمستقبل البشریّة جمعاء. هذه الرؤیة أساسها الإمامة الشرعیّة؛ بما هی خطّة وَحْیانیّة تمثّل الأساس العامّ والمرتکز الأوّل والرکن الرکین لکلّ تخطیط مستقبلیّ، وتتمیّز عن غیرها من العملیّات الاستشرافیّة؛ بارتکازها إلى العقیدة؛ بوصفها أسّ کلّ حرکة ومنطلقها، وبکونها تتغیّا إیجاد البیئة المعنویّة الصالحة التی یتکامل فیها الفرد الممکن التعویل علیه لبناء المجتمع والأمّة الصالحة.
وتحوز فکرة الإمامة أبعادها الاستشرافیّة من جانب حسمها مسألة الولایة فی الحیاة العامّة والخاصّة؛ بجعلها ذات مرجعیّة عقدیّة، بحیث فصّل فیها الوحی بشکل توقیفیّ، وحدّد الأئمّة الشرعیّین وعیّنهم ووصّى لهم وبهم، وجعلهم أساس التعبّد وعنوان التسلیم والانقیاد للمعبود، وبیّن مدى قداستهم، وحتمیّة الامتثال لهم؛ قاطعًا بذلک الطریق على کلّ محاولات العبث والاستغلال البشریّة، تنبّؤا بمخاطر ذلک على البشریّة، التی عانت وما زالت تعانی الویلات بتفریطها فی هذه المسألة!
کما تمتاز المنظومة الفکریّة العقدیة الإمامیّة بمحوریّة فلسفة الانتظار، وما یتضمّنه ذلک من طاقة ترشیدیّة توجیهیّة إیجابیّة، من خلال ربط المسیرة البشریّة -والوجودیّة عمومًا- بانتظار الفرج الموعود، عبر تأصیل الاعتقاد بقرب ظهور الإمام المصلح والمنقذ، وبضرورة التوطئة والاستعداد الفردیّ والجماعیّ الآنیّ والمخلّص؛ لملاقاة الموعود والانخراط فی صفّه، لتحقیق الهدفیّة من الوجود، والسیر به نحو الکمال المطلوب.