چکیده:
يعد التساؤل محفرًا رئيسًا لطبيعة الفكر الإنسانيّء بوصفه حركة الذهن من المعلوم الى المجهولء وهذه الحركة لا تتم الا من
التساؤل وطرح المزيد من الأسئلةء فالتساؤل والتفكير وجهان لعملة واحدةء وهما الطريق إلى اكتساب المعرفة, والتساؤل يقدح زناد الفكرء
ويفتح باب النقد الذي تتغذى به الحقيقة.
ومن الصعوبة في البحث العلمي تسخير التساؤل في المباحث الحجاجية من دون النظر في بلاغة الخطاب الذي انتج
الحجاجء بوصفه مجالّا تتقاسمه علوم بينية متعددة منها: علم المنطق وعلم النفس» وعلم التواصلء وعلم اللسانياتء وعلم الجبر
والهندسة وعلوم أخرى» منحته اختلاقًا في الروى والتفسيرات بين طرفي الخطاب» وانتج أساليب المناورة والفعل ورد الفعل من أجل
تحقيق غاية الاقناع.
ومن الصعوية أيضًا ندرة المؤلفات الحجاجية التي تناولت مبادئ نظرية المسألة والبلاغة والتعريف بأسسها المعرفية
ومرجعياتهاء وتمثلاتها؛ لذلك لم نجد من الاهتمام بهذه النظرية ما يروي ضما عطش الباحثء ويسدٌ جوعه المعرفيّ في الدراسات
والأبحاث الحجاجية فضلا.
ومن هنا جاءت فكرة التنقيب والبحث والتفتيش والايضاح في نظرية (المساعءلة والبلاغة) ل(ميشيل مايير — (Michel Meyer
استتادًا إلى مؤلفه الموسوم ب: (من علم الأشكلة - La Problematologie ء(D) ضمن عتبة فلسفة اللغة والتداول؛ قراءة جديدة في
نظام المساعلة الحجاجية بأدوات الأشكلة الفعّالةء ما يعني اشتغال وظيفة المساءلة على مستوى الملفوظات التي يجري التصريح بها؛
لتحقيق قيمة الاقناع الحجاجيّة.
فجاء هذا البحث موسومًا ب(نظرية المسألة والبلاغة لميشال ماييرء مقاربة في الأصول والأسس والتمثلات) على وفق مبحثينء
هما
المبحث الأول/ الأصول التاريخية ل(نظرية المسألة والبلاغة) وامتداداتها المعرفية.
المبحث الثاني/ الأسس النظرية ل(نظرية المسألة والبلاغة) وتمثلاتها العملية.
وخُيَمَ البحث بعددٍ من النتائج.