خلاصه ماشینی:
"فباکستان-مثلا-خاضت هذه التجربة کما أرادت لها الجماعات الاسلامیة علی مدی أعوام تسعة،لو طبق الاسلام فیها بالطریقة الثانیة لصنع المعجزات،ثم بعد ذلک یصرح من قاد عملیة تنفیذ الشریعة،بأنه فشل،مع أن باکستان قد خطت علی هذا الطریق خطوات أوسع بکثیر من غیرها، فکیف نرقع نظاما کافرا بقوانین اسلامیة تتسلسل تدرجا-حسب زعمهم-لیتم التنفیذ الکامل للاسلام؟و کیف یطبق الاسلام من عاش طیلة عمره یسحق أتباع الاسلام نفسه،و یضع العراقیل فی طریق الشریعة؟ثم کیف ینفذ الاسلام من لا یفهمه؟ و الاسلام لا یقیمه إلا رجاله،لأن طبیعة الدولة الاسلامیة تختلف عن غیرها،فهی دولة فکرة لا یقیمها إلا من آمن بهذه الفکرة و فهمها و تشربتها روحه،و لیس من المعقول أن یتحول من عاش یعارضها طول عمره،بین یوم و لیلة الی کادر فکری اسلامی یوافق علی تطبیق الشریعة.
و نظریة هذه طبیعتها،من شأنها الاصطدام بغیرها من النظریات و الآراء،و من هنا کان الصراع مع جمیع النظریات الاخری،هو النتیجة الحتمیة لتنفیذ الاسلام بالطریقة الثانیة،بل ان القاعدة التی شوهدت فی التاریخ القدیم و الحدیث،کما وعتها کتب السیرة النبویة الطاهرة،ان الباطل یسارع من نفسه للاشتباک مع الحق و الأخذ بتلابیبه،خوفا علی مصالحه و حفظا لنظامه و أوضاعه،عندئذ لا یلقننا الاسلام ان ندیر للباطل خدنا الأیمن اذا ضربنا علی الأیسر،بل یقول لنا:أن نقطع رقبة الباطل إن اعتدی علینا: «و قاتلوهم حتی لا تکون فتنة و یکون الدین کله لله» 3، «فاقتلوا المشرکین حیث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم کل مرصد» 4، «و قاتلوا المشرکین کافة» 5، «فقاتلوا أئمة الکفر» 6الی غیر ذلک من الأوامر الإلهیة الواضحة،فالعلاقة بین اقامة الاسلام و الجهاد فی سبیله،علاقة لازم بملزوم."