چکیده:
لقد ثبت على مر العصور أنّ من مقوّمات نجاح الأمم وجود القیادة الواعیة تضمن عدم انحرافها عن جادة الصواب. من جملة الأَسباب التی دعت رسول الله صلی الله علیه وآله للتفکیر بمنصب الإِمامة و المرجعیة بعد وفاته هو خطر زوال المبادئ الإسلامیة الأصلیة بوفاته دون تعیین من یتولى منصب قیادة الأمة بعده. إن تقدیم علی علیه السلام راعیا لهذه الأُمة من قبل رسول الله صلی الله علیه وآله کان لضرورة وجود النموذج الأمثل والقدوة السامیة التی تجسد العدل الإلهی کما کان رسوله الکریم صلی الله علیه وآله. فحادثة الغدیر إذن درس للأجیال لإعادة النظر فی خصائص القیادة الواعیة والراعیة لهذه الأُمة. هاهنا بعض خصائص القیادة الحقة کمایلی: 1- البعد عن الحسد والحقد؛ 2- الزهد فی الدنیا؛ 3- الورع عن محارم الله؛ 4- الصبر عند البلاء والشکر عند الرخاء؛ 5- ان یسعى لربط الأُمة بالله تعالى؛ 6- عدم اتباعه للهوى.
It has been proven throughout the ages that one of the foundations for the success of nations is the existence of conscious leadership that ensures that it does not deviate from the path of reason.
Among the reasons that called upon the Messenger of God, may God bless him and his family, to think about the position of the Imam and the authority after his death, is the danger of the disappearance of the original Islamic principles by his death without appointing who will assume the position of leading the Ummah after him.
The introduction of upon him, peace be upon him, the patron of this nation by the Messenger of God, may God bless him and his family, was due to the necessity of having the ideal and sublime example that embodies divine justice as was his honorable Messenger, may God bless him and his family.
The treachery incident, then, is a lesson for generations to reconsider the characteristics of the conscious and caring leadership of this nation. Here are some of the characteristics of true leadership as follows:
1. Keeping away from envy and hatred;
2. Asceticism in the world;
3. Piety from the forbidden things of God.
4. Patience with calamity and thanksgiving when prosperity
5. To seek to link the ummah with God Almighty.
6. Not following whims and desires.
خلاصه ماشینی:
خصائص القيادة الحقة الکاتب: أحمد صبيح محمد اللامي المشرف: السيد حسين العمادي استلام: 13/9/1436 قبول: 5/8/1437 الخلاصة لقد ثبت على مر العصور أنّ من مقوّمات نجاح الأمم وجود القيادة الواعية تضمن عدم انحرافها عن جادة الصواب.
هذا التصريح أَفتتح به مقالتي؛ لأَنه لم يأت عن فراغ، فقد ثبت للغرب بعد دراستهم لواقع الأمة الإِسلامية على مر العصور أنّ من مقوّمات نجاح الأُمة الإِسلامية وجود القيادة الواعية التي تجسّدت بأعلى مراتبها بالأئمة الأطهار: فتولّى النبي الأكرم9 قيادة الأُمة، وكان نقطة التحوّل الكبرى في تاريخها بعد أن كانت العصبية الجاهلية مستحكمة في ظل غياب سلطة سياسية موحدة، وفقدان نظام الحكم كما كان عليه الحال في الإِمبراطوريات التي سيطرت على تخوم شبه الجزيرة، وأقامت ممالك تابعة لها.
لذا فمن المستحيل أن تفهم حادثة الغدير كحادثة مرحلية انتهت بالبيعة للإمام علي7 باعتبار أن مهمتها كانت تعيين الإمام علي وليا وخليفة وفق النص الالهي والنبوي، فليس للبيب ومنصف الحق في هذا الفهم إطلاقا؛ لأن التأمل في هذه الحادثة التاريخية والدارس لحيثياتها يُستوقف عندها كثيرا فقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ».
لذا يستنتج من هذا كله مصيرية هذا الأمر ومدى فاعليته في الحفاظ على رسالة الإسلام، إذن فحادثة الغدير هي منهج إلهي فرضه الباري تعالى، وبلَّغه نبيه الكريم هذا المنهج يتمثل بضرورة وجود قيادة واعية في كل مرحلة زمنية- ما دامت الحياة- تأخذ على عاتقها حفظ كيان الأُمة الإِسلامية من الزيغ والانحراف وتدرأ عنها كل الشبهات والأخطار، فهي مسؤولية جسيمة، وإن تقديم علي7 راعيا لهذه الأُمة بعد رسول الله9 هو لضرورة وجود النموذج الأمثل والقدوة السامية التي تجسد العدل الإلهي كما كان رسوله الكريم9 وكما كان علي7.