چکیده:
إن تکوين الحضارة الإسلامية هو من آثار تطبيق الإسلام في المجتمع الإنساني لنيله الکمال المنشود. ولکن تفرق المجتمع الإسلامي بعد رحيل النبي(ص) إلی فرق شتی أدی إلی إضاعة فرص کثيرة کانت من المفترض أن تساهم في إزدهار هذا المجتمع الحديث الناشئ. ويسعی الباحث هنا الإجابة عن هذا السؤال الأصلي للبحث: «ما هي آثار التقريب بين المذاهب الإسلامية في إزدهار الحضارة الإسلامية؟». وفي هذا الإطار يشير الکاتب بداية إلی الخلافات الطائفية والمذهبية بين المسلمين کخلفية تاريخية للبحث کما أنه اتبع الأسلوب الوصفي التحليلي في دراسة المصادر المکتبية للبحث عن آثار التقريب بين المذاهب الإسلامية في تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة. ويمکن القول بأن للتقريب بين المذاهب الإسلامية آثار عدة لبناء الحضارة الإسلامية ومنها: العودة إلی الإسلام الصافي، تکوين أمة واحدة، توسيع دائرة الحوار، الابتعاد عن التفرقة والتشرذم وتحديد العصبية والتشدد. إن التنظير العلمي والفکري في مجال کيفية تحقيق الرفاه الاقتصادي وعرض حلول لها في ظل تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة هو من المسائل التي لايمکن للباحثين والمفکرين الإسلاميين الذين يهتمون بالشؤون الحضارية وسبل تحقيقها، أن يتجاهلوا عنها. وبما أن للتوحيد دور محوري في الفکر الإسلامي ونظراً لمکانة التوحيد بين المسلمين، يساهم تطبيق الفکر التوحيدي في جميع مجالات الحياة، في تحقيق الرفاه الاقتصادي للموحدين. ومن هنا، نسعی في هذه الدراسة عبر اتباع الاسلوب الوصفي التحليلي، لتبيين المفاهيم الرئيسة المتعلقة بالتوحيد وتبيين حقيقة التوحيد العبادي. حيث نرمي عبر هذا العرض المفهومي، إلی تبيين علاقة هذا المفهوم بموضوع الرفاه العام في المجال الاقتصادي من منظور الحضارة الإسلامية الحديثة. کما نحاول تبيين نتائج تطبيق الفکر التوحيدي في مجال تحقيق الرفاه الاقتصادي وإزالة الفقر،کعاملين مهمين في بناء الحضارة، في ستة محاور وهي:1. السعي للکسب والحصول علی الدخل المالي؛ 2. اتباع الأطر الإسلامية للحصول علی الدخل الاقتصادي، 3. التدبير في استهلاک المصادر المالية (علی صعيد العائلة والمجتمع) بصورة مقتصدة، 4. أداء الواجبات المالية في ضوء الخلق الکريمة، 5. انشاء المؤسسات والکيانات الاجتماعية علی اساس الفکرالتوحيدي، 6. الحصول علی المواهب المالية الإلهية والغيبية. بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وظهور الخطاب الإسلامي أمام الخطابين الإشتراکي والليبرالي وبعد مواجهة الثورة الإسلامية مع هذين الخطابين ومن ثم انهيار المعسکر الشرقي وحذفه من المجتمع الدولي، نری أن الفکر الإسلامي قد استطاع مواجهة المعسکر الغربي حيث نجح في الحؤول دون تکوين النظام العالمي الحديث. وبعد مضي سنوات من هذه المواجهة، إن تأکيد سماحة الإمام الخامنئي علی موضوع الحضارة الإسلامية الحديثة يعتبر إنشاء نقطة انقلاب في هذه الحرب غير المتکافئة. ومن ثم، أدی هذه الأطروحة إلی طرح نظريات عدة من جانب المفکرين سواء المحليين منهم وغيرهم، حول کيفية تحقيق هذه الحضارة الحديثة. وفي هذا الصدد يؤکد سماحة الإمام الخامنئي کراراً علی الدبلوماسية الشعبية. ومن هنا نحاول في هذه المقالة علی تبيين المؤلفات الرئيسة للحضارة الإسلامية الحديثة من منظور سماحته ومن ثم نقوم بعرض مفهوم الدبلوماسية الشعبية ومقوماته الأصلية من منظور الإمام الخامنئي، کما نسعی للبحث عن دور ومکانة هذا النوع من الدبلوماسية في تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة کما يراه سماحته. لقد اجتاح الفضاء الإلکتروني کافة مجالات الحياة البشرية، کما أن الفضاء الإفتراضي بأبعاده السلبية جنباً إلی جنب آثاره الإيجابية ألقي بظلاله علی المجتمع الإسلامي في إيران. ومن جانب آخر إن تکوين المجتمع الإسلامي يعتبر،کما يراه الإمام الخامنئي، إحدی الخطوات اللازمة والممهدة لتحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة. فمن هنا يجب أن نتساءل ما هو دور هذا الفضاء الإفتراضي في تکوين المجتمع الإسلامي المنشود؟ وتفترض الباحثة هنا بأن توفر الأمن والسعادة الشاملة للمجتمع في ظل تحقيق التنمية المادية والمعنوية کفيل بقيام المؤسسات والمنظمات الحکومية في إيران بتوفير الأمن الاقتصادي والاجتماعي والخلقي لهذا الفضاء الالکتروني. وهذه المقالة ترمي إلی إثبات وجود هذه الإمکانية فعلياً في المؤسسات الإيرانية حيث بإمکانها توجيه الفضاء الافتراضي في إيران لتحقيق مجتمع ديني يعتبر الأرضية الأصلية لتحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة. واتخذت الباحثة هنا الأسلوب الوصفي والتحليلي لعرض العناصر الرئيسة لتحقيق هذا المجتمع الإسلامي عبر تحليل توجيهات وخطابات سماحة السيد القائد. إن المنظمات الحکومية وخاصة قوات الأمن الداخلي المسماة ب«ناجا» کلاعب فعال في هذا الصدد تستطيع أن تطبق الإرشادات والتوجيهات التي تطرح سماحة القائد في مجال الفضاء الافتراضي في إطار القيم الثورية. تعدّ الحضارة الإسلامية من أکثر الحضارات تأثيراً علی الصعيد العالمي، حيث استطاعت أن توفق بين مبادئ التعاليم الإسلامية وأفکار وعادات الأقوام والشعوب المختلفة في نطاق جغرافي واسع جداً، وهذا النجاح المتميز أدی بدوره إلی إحداث الحيوية الفکرية والتحول العميق في المستوی العالمي کما نری آثاره العلمية والثقافية المختلفة الإيجابية. وقد لعبت هذه الحضارة في القرون الثالثة حتی السادسة للهجرة دوراً متميزاً في تکوين الثقافة والحضارة البشرية. وفي هذا الإطار تسعی هذه المقالة وبفضل استخدام المصادر المکتبية واتباع الأسلوب البحثي الوصفي لتحليل المعطيات، للإجابة عن هذا السؤال: «ما هي الأرضيات والمقومات الأصلية التي أدت إلی إزدهار الحضارة الإسلامية؟» ويستنتج الباحث هنا بأن هناک عوامل داخلية وخارجية عدة کانت مؤثرة في هذا الإزدهار؛ وقسم من هذه العوامل يتعلق بالجانب العقائدي والإيديولوجي للتعاليم الدينية وکذلک قسم منها يتعلق بالمبادئ السلوکية وتصرفات المسلمين في مجال العلم والبحث العلمي. وکحصيلة نهائية للبحث يصل الباحث إلی أن الحضارة الإسلامية استطاعت أن تصل إلی قمة الإزدهار آنذاک لأنها کانت تحظی بمقومات ممتازة ک«التکريس علی العلم» و«العقلانية»و«توسيع العدل» و«استخدام تراث الأمم الماضية» و«المرونة وامکانية التوفيق مع الشعوب» و«حرية الفکر» و«الإبداع» و«الرؤية العلمية الشمولية» و«الاستمرار والبداعة». إن السعادة والشقاوة هما من المفاهيم التي کانت من قديم الزمان وما زال موضع اهتمام العلماء وحتی العوام من الناس. إن خلود الإنسان بعد الموت وحياته في الدار الآخرة أدی إلی اهتمام الإنسان لحصول السعادة وخاصة السعادة الأخروية والابتعاد عن الشقاوة. وتسعی هذه الدراسة للبحث عن آراء کل من شيخ الإشراق وابن سينا کمتکلمين مسلمين، حول السعادة والشقاوة وطرق وصول الإنسان إلی کل منهما عبر اتباع أسلوب البحث الوصفي والتحليلي للنص. ونجد في هذه الدراسة أن السهروردي يعتبر أداء الواجبات الإلهية أو ترکها هو الطريق لکسب السعادة والشقاوة بعد الموت کما أن السعداء في رؤية هذا المتکلم هم أتباع النبي محمد(ص)؛ ولکن يری ابن سينا بأن السعادة هي تقديم السعادة الروحية والنفسية علی السعادة الجسمية وتحصل عبر توفير حاجيات أفراد المجتمع، کما يذهب إلی أن الشقي هو الذي يجحد للحق بالرغم من أنه قد عرفه تماماً.
خلاصه ماشینی:
دورية علمية في الحضارة الإسلامية والبحوث الدينية السنة الأولی، العدد الثالث، ربیع 1398 للهجرة الشمسية / مکانة الدبلوماسية الشعبية في عملية تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة من منظور سماحة آية الله الخامنئي حسن نعیم آبادی 1 / محسن پالیزپیشه 2 الخلاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وظهور الخطاب الإسلامي أمام الخطابين الإشتراکي والليبرالي وبعد مواجهة الثورة الإسلامية مع هذين الخطابين ومن ثم انهيار المعسکر الشرقي وحذفه من المجتمع الدولي، نری أن الفکر الإسلامي قد استطاع مواجهة المعسکر الغربي حيث نجح في الحؤول دون تکوين النظام العالمي الحديث.
comتاریخ الاستلام: 4/3/1398 تاریخ التأييد:25/6/1398 دورية علمية في الحضارة الإسلامية والبحوث الدينية السنة الأولی، العدد الثالث، ربیع 1398 للهجرة الشمسية / دور الفضاء الالکتروني في تکوين مجتمع إسلامي-حضاري في إيران زهرا شيرودي 1 الخلاصة لقد اجتاح الفضاء الإلکتروني کافة مجالات الحياة البشرية، کما أن الفضاء الإفتراضي بأبعاده السلبية جنباً إلی جنب آثاره الإيجابية ألقي بظلاله علی المجتمع الإسلامي في إيران.