خلاصه ماشینی:
"وأما مستعمرة هولاندا فقد تطوفت فی أکثرها ، وکما ترون فی بعض کتاباتی أخبارها ، وهنا لا غناء لی عن الإلماع إلی التعریف بالعرب الموجودین بهذه المستعمرة ، وهم قسمان : أولهما أناس قدموا من الغرب علی ما هو المشهور ، وقد اختلطوا بالأهالی وتبعوهم فی کل العوائد والصفات ، وبقی لبعضهم اسم ( رادین ) ومنهم حاکم جاوه المأسور فی سورا کرتا ، والقسم الثانی هم العرب الحضارم ، وصلوا إلی هذه الجهات منذ ثلاثة قرون تقریبا یبتغون الرزق ، قد رفضتهم بلادهم لما حل بها من المصائب والدمار ، وکان أولهم دخولا إلی هذه النواحی عدد من السادات أهل الفضل والعلم ، فنشروا الدعوة ، وبهم ضرب الإسلام فی هذه الجهة بجرانه وقد صار من أولادهم عدة أمراء علی کثیر من هذه النواحی من غینیا الجدیدة إلی فلیبین ولم یزل عدد کثیر موجودا منهم إلی الآن ، وبوصول أخبار من ذکر إلی أوطانهم نهض الجم الغفیر من البوادی والرعاع ویمموا هذه البقاع , وصارلهم فیها رواج عظیم لتعظیم الأهالی للجنس العربی ، وافتخارهم بمصاهرتهم ، ولم یزل أکثر هؤلاء العرب متمیزین عن الأهالی فی الهیئة والألقاب ، وإن ساووهم فی الجهل والغباوة والکسل ، وبهذه الأطراف جم غفیر ممن یدعی العلم وعدد قلیل من العلماء ، ولیس بها مدرسه للمسلمین ، والتعلیم عندهم علی الطراز القدیم فی المساجد ونحوها فی الشروح والحواشی ، وحظ الآفق من علمائهم إیراد الاعتراضات علی العبارات والرد عنها , ولیس لعلم الحدیث ولا للعلوم العقلیة ذکر ألبتة ، ولتشدید الحکومة علیهم ساءت ظنونهم بأنفسهم فقل أن تجد بینهم من یثق بابنه وعرسه ، فضلا عن أن یتجاسر بأن یدعو إلی الاجتماع أبناء جنسه ."