خلاصه ماشینی:
"ولذلک أشارت جریدة التیمس بوجوب کف الأوربیین عن التعرض لدین المسلمین وقالت : إنهم إذا عادوا بعد ذلک للکلام فی الجامعة الإسلامیة ومزج السیاسة بالدین فلا عذر لهم , وتعلم التیمس کما یعلم جمیع ساسة أوربا وعلمائها أن المسلمین لا جامعة لهم ولا جنسیة إلا فی دینهم فإذا انحلت الرابطة الدینیة فلیس لهم رابطة تقوم مقامها , ویستحیل أن تنجح أمة بل توجد بدون رابطة عامة یرتبط بها جمیع أفرادها , وتکون لها المکانة العلیا من نفوسهم , وإن فریقا من الذین تربوا فی مدارس الأوربیین وما علی شاکلتها وأشربت قلوبهم عظمتهم ومدنیتهم قد حاولوا أن یقنعوا المسلمین بأن نجاحهم وسعادتهم فی ( الرابطة الوطنیة ) وأن خیبتهم وشقاءهم فی الرابطة الملیة التی یطلقون علیها عند الذم لفظ ( التعصب الدینی ) ولکنهم ما نجحوا فی إرشادهم أو إغوائهم هذا , ولا ینجحون مهما کتبوا وخطبوا ؛ لأن غیر المسلم منهم لا یلتفت لقوله المسلمون , ومن عساه یوجد منهم مسلما فهو علی غیر بینة مما یدعو إلیه أو من الذین إذا سموا الوطنیة ( أشرف الروابط ) یقولون بألسنتهم ما لیس فی قلوبهم , وقد قلنا ولا نزال نقول : إن الفائدة الحقیقیة من هذا الشیء الذی یسمونه وطنیة هی أن یعیش أبناء الأدیان المختلفة فی کل بلاد بالمجاملة والمسالمة والتعاون علی ترقیة بلادهم , وهذه الفائدة لا توجد علی کمالها إلا فی الإسلام , ولا یمکن لأحد أن یقنع المسلمین بها علی أنها وطنیة شریفة ویمکن لکل أحد أن یشربها قلوبهم باسم الدین إشرابا ."