خلاصه ماشینی:
"یوجد علی القرب من بستاننا برکة فیها وشل ( ماء قلیل ) یزداد بما ینصب فیها من ماء المطر المتحلب من سطوح المنازل فخطر ببالنا أن نضع فیه بطا وتعهد بذلک قوبیدون فاشتری ثلاث بطات من کفر مجاور لنا وأصبحنا نتسلی برؤیة ریشها الأخضر الجمیل الممثل لفلذ المعادن , ونبتهج بما تبدیه لنا من ضروب المرح واللعب فی الماء وبما تسمعنا من البطبطة وترینا من الائتلاف الصحیح الذی جمعتها وشائجه , ولکن الزنجی لم یلبث أن لاحظ عدم التناسب والتلاؤم فی تآلف هذه الجماعة فإنه وجد فیها ذکرین لأنثی واحدة مع أن البط علی ما یظهر یمیل إلی تعدد الزوجات علی نحو ما علیه الترک بتزوج السلطان الواحد کثیرا من النساء , فمن أجل مداواة هذه العلة التی جزم قوبیدون بمخالفتها لمقتضی الفطرة [3] قد اشتری زوجا آخر من هذا النوع بعد أن تأکد هذه الدفعة من أنوثته وتحراها کما ینبغی وبذلک أصلح الخطأ الأول بعض الإصلاح وبقی أمر ما کان یخطر لنا علی بال قبل شراء هذا الزوج فانعکس فیه تقدیرنا وخاب حسباننا وهو استقبال البطات القدیمة لهذا الزوج , فإنها بمجرد أن رأته ولته ظهورها مصرة علی مجانبته , وکلما حاول القرب منها نهرته وأوسعته نفرا فأردنا التوسط فی الصلح بین الفریقین فلم یجد ذلک نفعا لأننا ما کدنا نفارقهما حتی عقدت الثلاث القدیمات مجلسا للشوری بینها بمعزل عن الحدیثتین وأنشأن یبطبطن طویلا ولم أعرف ما دار بینهن من التداول والتشاور بنصه لعدم معرفتی لسانهن ولکن معناه کان ظاهرا فکأنهن کن یقلن : ( إننا قد سکنا هذا المکان قبلهما ولنا الحق من أجل ذلک أن نعتبرهما دخیلتین فأجدر بنا أن نشوی علی السفود شیا أو أن نجهز باللفت طعاما للآکلین من أن نقبلهما فی جماعتنا فنحن بط وأما هما فلیستا إلا من السقط ) ."