خلاصه ماشینی:
"لأخبار والآراء( بشائر الإصلاح فی المملکة الفارسیة )کتبنا فی المنار السابق مقالة بعنوان ( هذا أوان العبر ) أبنا فیها عن فسادالحکم الاستبدادی , وأن الذی أودی بالمسلمین وأوهن قواهم وجعلهم دون غیرهمقوة ورقیا واستعدادا دولهم , وعدم ملائمة طرز حکومتهم لأصول الترقی الجدیدةلما أثبته التاریخ وأیده الحس فی هذا العصر من أن کل الأمم التی سبقتالمسلمین وآخر السابقین أمة الیابانیین ، إنما سبقوهم بتغییر طرز الحکومةالاستبدادیة إلی ما یوافق أصول ترقی الأمم ویلائم حالة العصر حیث أقاموا مقامهاالحکومات النیابیة التی هی أصل فی سعادة الشعوب ، وأساس متین لبقاء حیاةالدول، وذکرنا قصور أمراء المسلمین ودولهم عن مجاراة الدول الأخری استئثارابالسلطة ، وحرصا علی بقاء القدیم علی قدمه ، وطلبنا من الأمة أن تلتمس وجوهالعبر بنفسها ، وتنهض لمجاراة الأمم بغیر اعتماد علی حکامها ، وکان هذا الشعورالذی یشعر به کل عقلاء الأمة یشعر به أمراء المسلمین أنفسهم أیضا ، ویعلمون أنحیاة أممهم الطیبة ورقیهم السریع متوقفان علی تغییر طرز الحکومة وإطلاق أعنةالعقول من أسر الاستبداد القاهر ، وإنما یمنعهم من العمل بما تشعر بالحاجة إلیهالضمائر مغالبة النفس المیالة إلی الاستئثار بالسلطة ، ویدلنا علی هذا أننا فیالوقت الذی کنا نرمی فیه أمراء المسلمین بالتقصیر ، ونبین حاجة الأمة إلی تغییرشکل الحکومة القدیم ، واستبدال ما یوافق حالة العصر به ، ویسمو بدول المسلمینإلی مصاف الدول الأوربیة کان مظفر الدین شاه إیران المعظم یفکر فیما وصلإلیه المسلمون فی مملکته ، وفی حاجة دولته إلی تغییر صفة الحکومة حتی ترتقیبالأمة إلی مرتبة الکمال ، کما ارتقی بها میکادو الیابان منذ وضع فی بلاده أساسالحکومة النیابیة ، وتنازل حبا بترقی قومه عن سلطته الاستبدادیة ."