خلاصه ماشینی:
"فأول من شاهدنا مجلسه منهم ، الشیخ الإمام رضی الدین القزوینی رئیسالشافعیة ، وفقیه المدرسة النظامیة ، والمشار إلیه بالتقدیم فی العلوم الأصولیة ،حضرنا مجلسه بالمدرسة المذکورة إثر صلاة العصر من یوم الجمعة الخامس لصفرالمذکور ، فصعد المنبر ، وأخذ القراء أمامه بالقراءة علی کراسی موضوعة ، فتوقواوشوقوا ، وأتوا بتلاحین معجبة ، ونغمات محرجة مطربة ، ثم اندفع الشیخ الإمامالمذکور فخطب خطبة سکون ووقار وتصرف فی أفانین العلوم من تفسیر کتاب الله- عز وجل - وإیراد حدیث رسوله صلی الله علیه وسلم والتکلم علی معانیه .
وجلوسهبهذا الموضع کل ( یوم ) خمیس ، فبکرنا لمشاهدته بهذا المجلس المذکور ، وقعدناإلی أن وصل هذا الحبر المتکلم ، فصعد المنبر وأرخی طیلسانه عن رأسه ؛تواضعا لحرمة المکان ، وقد تسطر القراء أمامه علی کراسی موضوعة ، فابتدرواالقراءة علی الترتیب ، وشوقوا ما شاؤوا ، وأطربوا ما أرادوا ، وبادرت العیونبإرسال الدموع ، فلما فرغوا من القراءة ، وقد أحصینا لهم تسع آیات من سورمختلفات ، صدع بخطبته الزهراء الغراء ، وأتی بأوائل الآیات فی أثنائها منتظمات ،ومشی الخطبة علی فقرة آخر آیة منها فی الترتیب إلی أن أکملها ، وکانت الآیة { اللهالذی جعل لکم اللیل لتسکنوا فیه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل علی الناس} ( غافر : 61 ) فتمادی علی هذا السین ، وحسن أی تحسین ، فکان یومه أعجب منأمسه ، ثم أخذ فی الثناء علی الخلیفة والدعاء له ولوالدته , وکنی عنها بالسترالأشرف ، والجناب الأرأف ."