خلاصه ماشینی:
"العقائد من الأمالی الدینیة [*]الدرس ( 37 )فی نبوة محمد علیه الصلاة والسلام( المسألة ال103 ) حکمة ظهور الإسلام فی العرب :نذکر هنا کلمة من مقالة ( إعادة مجد الإسلام ) التی کتبناها فی الجزء الرابعمن المجلد الثالث هی :کان العالم الإنسانی قبل ظهور الإسلام فی غمرة من الشقاء والتعاسة وظلماتمن الفتن وفساد الأخلاق وتداعی أرکان المدنیة السابقة وصدع بنیانها فأراد الحیالقیوم أن یحیی هذا النوع حیاة طیبة ویقیم بناء مدنیته علی أساس من الحکمة لیثبتویبقی إلی ما شاء الله تعالی ، ویبلغ به الإنسان کماله المستعد هو له فی أصل الفطرةالقویمة ، فأظهر له - جل ثناؤه - الإسلام فی الأمة العربیة فحملته وطافت به العالمالمستعد لقبوله بما سبق له من المدنیة فما کان إلا کلمح البصر أو هو أقرب ، حتیعم نوره المشرق والمغرب ، ودخل الإنسان فی طور جدید وأقام أرکان مدنیته علیأسس جدیدة ثابتة لا تتزعزع ولا تتزلزل مادامت الأرض أرضا والسماء سماء .
وأخذ بمذاهبهم إلیأن یبلغ مبلغ الرجال ، ویکون للفکر والنظر مجال ، فیرجع إلی مخالفتهم إذا قام لهالدلیل علی خلاف ضلالاتهم ، کما فعل القلیل ممن کانوا علی عهده [3] ولکن الأمرلم یجر علی سنته بل بغضت إلیه الوثنیة من مبدأ عمره ، فعاجلته طهارة العقیدة ،کما بادره حسن الخلیقة ، وما جاء فی الکتاب من قوله : { ووجدک ضالا فهدی } ( الضحی : 7 ) ، لا یفهم منه أنه کان علی وثنیة قبل الاهتداء إلی التوحید أو علیغیر السبیل القویم قبل الخلق العظیم ، حاش لله ؛ إن ذلک لهو الإفک المبین ، وإنماهی الحیرة تلم بقلوب أهل الإخلاص ، فیما یرجون للناس من الخلاص ، وطلبالسبیل إلی ما هدوا إلیه من إنقاذ الهالکین ، وإرشاد الضالین ، وقد هدی الله نبیهإلی ما کانت تتلمسه بصیرته باصطفائه لرسالته ، واختیاره من بین خلقه لتقریرشریعته ."