خلاصه ماشینی:
"ثم قال بعد کلام فی حال البلد وشؤونها :( فی الساعة العاشرة علی الحساب الشرقی ، سمعت أنغاما وأصواتا آتیة منبعید ، وبینما أنا أتفکر فی ما عسی أن یکون ذلک ، إذ أخبرت بورود وفد قبائلعبسا ، فخرجت إلی شرفة الفندق ، فرأیت جمهورا من الناس نحوا من خمسمائةذوی ألوان نحاسیة ، کبیری الأجسام ، متناسبی الأعضاء ، مسلحین بالحرابوالهراوات ، ویکبرون مرة ، وینشدون الأناشید الحربیة مرة أخری ، وجماهیرالناس تمشی معهم محتاطین بهم للتفرج علیهم ، وبعد أن وصلوا أمام الفندق ، أخذوایسلمون علینا بلسانهم ، ولما انتهوا من السلام تحلقوا ، وصاروا یغنون ویرقصون ،والبعض منهم کانوا یتبارزون داخل تلک الحلقة ، ویمثلون حروبهم بأصوات خشنةمدهشة بأوضاع خفیفة وسرعة عجیبة ، مما یدل علی أنهم أقوام حربیون أولو بأسشدید ومیل للحرب والطعان ، وبعد ذهاب هذا الوفد أتی وفد الدانغالیین ، وبعدهموصلت وفود العرب الوطنیین بطبولهم وزمورهم ، ثم انصرف الجمیع شاکرین لمالقوه منا من الإکرام ، وکانت قد دنت الساعة الثامنة علی الحساب الإفرنجی ،فارتدیت الکسوة الرسمیة البیضاء ، وذهبت أنا ورفیقی ؛ لحضور المأدبة التی دعیناإلیها ) اهـ المراد .
وقد ترجمالمؤلف کتابه بقوله فیه : یبحث فی ما یعرض للغة العربیة من تکاثر کلماتهابواسطتی الاشتقاق والتعریب ، وأن هذا الأخیر طبیعی فی لغتنا وفی غیرها مناللغات ، وأن استعمال المعرب لا یحط من قدر فصاحة الکلام والاستشهاد علی ذلک ،فهو إذا مؤید الرأی القائلین بجواز التعریب والتصرف فی اللغة بحسب الحاجة ،بل توسع فی ذلک بما لا یوافقونه کلهم علیه فیما یظن ، ودعم کلامه بضروب منالأمثلة والشواهد والدلائل ، لم یسبقه إلیها الباحثون ، وقال فی أواخر الکتاب مانصه :نتائج وملاحظاتقد تحصل معنا أن الکلمات التی تستعمل الیوم فی اللغة ، وینطق بهاالمتکلمون بتلک اللغة - قسمان : قسم عربی محض ، وقسم دخیل , والدخیل أنواعمنه ما أدخل أهل اللغة أنفسهم إلی لغتهم قبل الإسلام ؛ کسندس إبریق ."