خلاصه ماشینی:
"وکلما ننظر فی خلال هذه الحادثة المؤلمة من أولها إلی آخرها ، نجد جلالةالسلطان عبد الحمید محافظا علی الدستور وموالیا للعامة والوطن ، لم یتعرضلمجلس الأمة قط ، بل صرح فی مثل هذه الحالة الحرجة أیضا عند تعیینه لعلیکمال بک ( کذا ) صدرا لمجلس الأمة ، إن مستقبل البلاد لا یقوم إلا بالمحافظةعلی الدستور ، وهذا دلیل بین وبرهان عظیم ، علی کون جلالته محبا للدستور ،ومحافظا علیه ، بارا بیمینه ، مجتنبا إراقة دماء الأبریاء ، ونری المبعوثین أوحزب ترکیا الفتاة تائهین فی تیه الضلالة ، وناسین واجبات صلاح الدولة والمملکة ؛بإسراعهم فی عزل عبد الحمید عن عرش الخلافة ، وعدم تبصرهم فی غوائلالأمور خاصة عاقبة مثل ذلک الفعل القبیح ؛ لأنهم لو تأملوا بحوادث انقلابالسلطنة الأخیرة ، لوجدوا أنه لم یکن لجلالة عبد الحمید ید فیها ؛ لأنه کان قادراعلی أن لا یسمح بإبعاد حرسه الخاص قبل أسبوعین من تلک الکارثة أو جمع عددعظیم من العساکر لحفظ مرکزه -وعلی الأقل - حض العساکر الموجودة فیالآستانة الذین بغوا وطغوا علی الجمعیة ( وأغرائهم ) بالثبات والاستقلال فیالحرب ، وجنود قصره علی عدم قبول طاعة المهاجمین من غیر مدافعة - بلوإسلامهم للأعداء - کما صرح ضباطهم عند التسلم : ( إن نسلم أسلحتنا بأمرمن جلالة السلطان ؛ لأنه أبی إراقة الدماء ، وقال لنا : إن المهاجمین أیضا منأولاده ، وهو لا یرضی أن یصیبهم مکروه ) وغیر هذا ، کان من الممکن لجلالتهأن یأخذ لنفسه حمایة أقوی دولة من الدول الأجنبیة ."