خلاصه ماشینی:
"( القسم الثانی ) من یشاهد ربوبیة الله تعالی لعباده التی عمت جمیع البرایا ،ویظن أن دین الله الموافقة للقدر سواء کان ذلک فی عبادة الأوثان واتخاذ الشرکاء والشفعاء من دونه ، وسواء کان فی الإیمان بکتبه ورسله والإعراض عنهم والکفربهم ، وهؤلاء یسوون بین الذین آمنوا وعملوا الصالحات وبین المفسدین فی الأرض ،وبین المتقین والفجار ، ویجعلون المسلمین کالمجرمین ، ویجعلون الإیمان والتقویوالعمل الصالح بمنزلة الکفر والفسوق والعصیان ، وأهل الجنة کأهل النار وأولیاءالله کأعداء الله ، وربما جعلوا هذا من باب الرضا بالقضاء وربما جعلوه التوحیدوالحقیقیة ، بنوا علی أنه توحید الربوبیة الذی یقر به المشرکون وأنه الحقیقةالکونیة ، وهؤلاء یعبدون الله علی حرف فإن أصابهم خیر اطمأنوا به وإن أصابتهمفتنة انقلبوا علی وجوههم خسروا الدنیا والآخرة ، وغایتهم یتوسعون فی ذلک حتییجعلوا قتال الکفار قتال الله ، وحتی یجعلوا أعیان الکفار الفجار والأوثان من نفسالله وذاته ، ویقولون : ما فی الوجود غیره ولا سواه ، بمعنی أن المخلوق هو الخالقوالمصنوع هو الصانع ، وقد یقولون : { لو شاء الله ما أشرکنا ولا آباؤنا ولا حرمنامن شیء } ( الأنعام : 148 ) ویقولون : { أنطعم من لو یشاء الله أطعمه } ( یس :47 ) إلی نحو ذلک من الأقوال والأفعال التی هی شر من مقالات الیهودوالنصاری بل ومن مقالات المشرکین والمجوس وسائر الکفار من جنس مقالةفرعون والدجال ونحوهما ممن ینکر الصانع الخالق الباری رب العالمین ، أویقولون : إنه هو ، أو إنه حل فیه ."