خلاصه ماشینی:
"أرأیت أیها القارئ هذا الخطب العظیم ؟ أرأیت هذا البلاء المبین ؟ أرأیت هذهالجرأة علی رب العالمین ؟ أرأیت هذه الصدمة لدین الله القویم ؟ أرأیت هذا الشنآنوالاحتقار لإجماع المسلمین ؟ ورفض ما جروا علیه مدة ثلاثة عشر قرنا ونصف ،ثم أرأیت بعد هذا کله ما کان من تأثیر ذلک فی مصر أعرق بلاد الإسلام فی الفنونالعربیة ، والعلوم الإسلامیة ؟لقد کان من تأثیر ذلک ما هو أقوی البراهین علی فوضی العلم والدین ،واختلال المنطق وفساد التعلیم ، والجهل الفاضح بضروریات الإسلام وشؤونالمسلمین ، لقد کان أثر ذلک الجدال والمراء ، وتعارض الآراء والأهواء وتسویدالصحائف المنشرة بمثل ما شوهوها به فی مسألة الخلافة ، وقد کان یجب أنتکون مسألة القرآن أبعد عن أهواء الخلاف ، للنصوص الکثیرة الصریحة فیها ،وإجماع السلف والخلف العلم والعمل علیها ، وعدم شذوذ أصحاب المذاهب والفرقحتی المبتدعة عنها ، فقد کثر الخلاف والتفرق فی الدین ، وتعددت الأحزاب والشیعفی المسلمین ، علی ما ورد فی النهی عن ذلک والوعید علیه فی الآیات الصریحة ،والأحادیث الصحیحة ، وارتد بعض الفرق عن الدین ، مع ادعائه بضروب من فاسدالتأویل ، وسخافات من أباطیل التحریف ، کما فعل زنادقة الباطنیة وغیرهم ، قبلأن یقووا ویصرحوا بکفرهم ، ولم تقم فرقة تنتمی إلی الإسلام بترجمة القرآن ، ولاضلت طائفة بترجمة أذکار الصلاة والأذان ، لأجل الاستغناء بها فی التعبد لله ، عناللفظ المنزل من عند الله ، وإنما قصاری ما وقع من الخلاف فیما حول ذلک منفروع المسألة ، ومن تصویر الفقهاء للوقائع النادرة ، أنه إذا أسلم أعجمی مثلا ,وأردنا تعلیمه الصلاة فلم یستطع لسانه أن ینطق بألفاظ الفاتحة , فهل یصلیبمعانیها من لغته ، أم یستبدل بها بعض الأذکار العربیة المأثورة مؤقتا , ریثما یتعلمالقرآن کما ورد فی بعض الأحادیث ، أم یصلی بترجمة الفاتحة بلغته ؟ نقل الثانیعن أبی حنیفة وحده مع مخالفة جمیع أصحابه له , ونقل عنه أنه رجع عنه إلیالإجماع ، ولم ینقل عن أحد من المسلمین أنه عمل به ( علی أنه لا حجة فی عملأحد ولا فی قوله غیر المعصوم ) فکان هذا الإجماع العام المطلق مما یؤید حفظ اللهتعالی للقرآن , أراد ملاحدة الترک أن یبطلوه فی هذا الزمان { یریدون لیطفئوا نورالله بأفواههم والله متم نوره ولو کره الکافرون * هو الذی أرسل رسوله بالهدیودین الحق لیظهره علی الدین کله ولو کره المشرکون } ( الصف : 8-9 ) ."