خلاصه ماشینی:
"وقال بعض المتأخرین : إن دخولهم فی العموم مما لا بأس به عند أهل السنة ؛لأن الآیة عندهم لا تدل علی العصمة ، ولا حجر علی رحمة الله عز وجل ,ولأجل عین ألف عین تکرم ، وأما أمر الجمع والإفراد ، فقد سمعت ما یتعلق به ,والظاهر علی هذا القول أن التعبیر بضمیر جمع المذکر فی ( عنکم ) للتغلیب ، وذکرأن فی ( عنکم ) علیه تغلیبین ، أحدهما : تغلیب المذکر علی المؤنث ، وثانیهما :تغلیب المخاطب علی الغائب ؛ إذ غیر الأزواج المطهرات من أهل البیت لم یجر لهمذکر فیما قبل ، ولم یخاطبوا بأمر أو نهی أو غیرهما فیه ، وأمر التعلیل علیه ظاهروإن لم یکن کظهوره علی القول بأن المراد بأهل البیت : الأزواج المطهرات فقط ،واعتذر المشهدی عن وقوع جملة { إنما یرید الله } ( الأحزاب : 33 ) إلخ ، فیالبین بأن مثله واقع فی القرآن الکریم ، فقد قال تعالی شأنه : { قل أطیعوا اللهوأطیعوا الرسول فإن تولوا فإنما علیه ما حمل } ( النور : 54 ) ثم قالسبحانه بعد تمام الآیة { وأقیموا الصلاة وآتوا الزکاة } ( البقرة : 43 ) فعطف( أقیموا ) علی ( أطیعوا ) مع وقوع الفصل الکثیر بینهما ، وفیه أنه وقع بعد{ وأقیموا الصلاة } ( النور : 56 ) إلخ { وأطیعوا الرسول } ( النور : 56 ) فلو کان العطف علی ما ذکر لزم عطف ( أطیعوا ) علی ( أطیعوا ) وهو کما تری ،سلمنا أن لا فساد فی ذلک إلا أن مثل هذا الفصل لیس من محل النزاع ، فإنه فصلبین المعطوف والمعطوف علیه بالأجنبی من حیث الإعراب ، وهو لا ینافی البلاغة ،وما نحن فیه - علی ما ذهبوا إلیه - فصل بأجنبی باعتبار موارد الآیات اللاحقةوالسابقة وإنکار منافاته للبلاغة القرآنیة مکابرة لا تخفی ، ومما یضحک منه الصبیانأنه قال بعد : إن بین الآیات مغایرة إنشائیة وخبریة ؛ لأن آیة التطهیر جملة ندائیةوخبریة , وما قبلها وما بعدها من الأمر والنهی جمل إنشائیة , وعطف الإنشائیة علیالخبریة لا یجوز ، ولعمری إنه أشبه کلام من حیث الغلط بقول بعض عوام الأعجام :خسن وخسین دختران مغاویة ، ومن لم یجعل الله له نورا فما له من نور ) اهـ ."