خلاصه ماشینی:
"والصواب ما قاله أبو بکر , وهو أن الحدیث لیس بمتصل , وعبد الرحمنإنما دخل علی عائشة وهو صبی ولم یضبط ما قالته ، وقال فیه أبو محمد بن حزم :هذا الحدیث تفرد به العلاء بن زهیر الأزدی لم یروه غیره , وهو مجهول , وهذاالحدیث خطأ قطعا , فإنه قال فیه : إنها خرجت مع رسول الله صلی الله علیه وسلمفی عمرة فی رمضان , ومعلوم باتفاق أهل العلم أن رسول الله صلی الله علیه وسلملم یعتمر فی رمضان قط , ولا خرج من المدینة فی عمرة فی رمضان , بل ولاخرج إلی مکة فی رمضان قط إلا عام الفتح , فإنه کان حینئذ مسافرا فیرمضان , وفتح مکة فی شهر رمضان سنة ثمان باتفاق أهل العلم , وفی ذلک السفرکان أصحابه منهم الصائم , ومنهم المفطر , فلم یکن یصلی بهم إلا رکعتین , ولانقل أحد من أصحابه عنه أنه صلی فی السفر أربعا , والحدیث المتقدم خطأ کماسنبینه إن شاء الله تعالی ، وعام فتح مکة لم یعتمر ، بل ثبت بالنقول المستفیضةالتی اتفق علیها أهل العلم به أنه إنما اعتمر بعد الهجرة أربع عمر منها ثلاث فیذی القعدة ، والرابعة مع حجته : عمرة الحدیبیة لما صده المشرکون ؛ فحلبالحدیبیة بالإحصار , ولم یدخل مکة ، وکانت فی ذی القعدة , ثم اعتمر فی العامالقابل عمرة القضیة ، وکانت فی ذی القعدة أیضا ، ثم لما قسم غنائم حنین بالجعرانةاعتمر من الجعرانة ، وکانت عمرته فی ذی القعدة أیضا ، والرابعة مع حجته ، ولمیعتمر بعد حجه لا هو , ولا أحد ممن حج معه إلا عائشة لما کانت قد حاضت ,وأمرها أن تهل بالحج ، ثم أعمرها مع أخیها عبد الرحمن من التنعیم ، ولهذا قیل لمابنی هناک من المساجد : مساجد عائشة , فإنه لم یعتمر أحد من الصحابة علی عهدالنبی صلی الله علیه وسلم لا قبل الفتح ولا بعده عمرة من مکة إلا عائشة ، فهذاکله مما تواترت به الأحادیث الصحیحة مثل ما فی الصحیحین عن أنس أن رسولالله صلی الله علیه وسلم اعتمر أربع عمر کلهن فی ذی القعدة إلا التی مع حجه :عمرة من الحدیبیة فی ذی العقدة , وعمرة من العام المقبل فی ذی القعدة , وعمرةمن الجعرانة فی ذی القعدة حیث قسم غنائم حنین , وعمرة مع حجته ، وهذا لفظمسلم ."