خلاصه ماشینی:
"أول ما رأیناه فی تجدید الدعوة إلی لبس البرنیطة اقتداء بالملک أمان الله خانبعد أن خفت أصوات دعاتها زمانا لیس بقصیر مقالة نشرت فی المقطم , وأول مانقوله فی ذلک : إننا نعلم أن دعاة البرنیطة لا یقصدون بالدعوة إلیها إلا جذب الناسإلی التفریج بترک مشخصات أمتهم وقومیتهم کما یدعونهم إلی ترک مقومات الأمةالملیة من تشریع وآداب ولغة ودین بحجة أنها عتیقة بالیة , وأن لذة الحیاة بالجدید ،وما التعلق بالجدید لأنه جدید إلا شأن الأطفال : یسرع إلیهم الملل مما ألفوا ،فیؤثرون ما یعرفون کل یوم علی ما کانوا عرفوا ، وأما من بلغ أشده واستوی ،وکملت فیه جمیع القوی ، فإنه مهما یألف من المنازل فحنینه أبدا للمنزل الأول ،ومهما ینقل فؤاده من الهوا فلا یزال حبه الصادق للحبیب الأول ، ولذلک یعدونالرابطة الوطنیة من أقوی روابط الحضارة للإنسان ، حتی أسندوا إلی حکم النبوةقول بعضهم : ( حب الوطن من الإیمان ) وعلماء الاجتماع یقولون : إن الأمة سلیلةالتاریخ القدیم ، لا ولیدة العهد الجدید ، فإن ملکات العلوم والفنون فیها لا تحصل لهاإلا بتعدد الأجیال جیل الاقتباس وجیل الحضرمة وجیل الاستقلال .
یرید ناشر الدعوة إلی البرنیطة الیوم أن یخدع الشعب المصری بالاقتداء بهذاالملک العظیم ملک الأفغان ، فإن کان هذا الشعب ینتظر ملکا شرقیا یقتدی به فی مثلهذا , فأقرب الملوک إلیه ملکه , وممثل حکومته فهو أحق من غیره بالاتباع فی هذهالحالة التی عدوها من أحوال التنازع بین القدیم والجدید ، فجلالته شدید المحافظةعلی زی قومه وحکومته الرسمی ، وجلالة ملک الأفغان قد اعتذر عن لبس البرنیطةبعذر إن صدق علیه فإنه لا یصدق علینا فی مصر وأمثالها من الأقطار کسوریة التیسری سم التفرنج التقلیدی إلی بعض شبانها المغرورین , وقد قلت فی مطلع قصیدةنظمتها فی عهد طلب العلم بینت فیها مضار هذه التقالید الصوریة وأهمها تفریقوحدة الأمة :لیس التمدن تقلید الأربی ..."