خلاصه ماشینی:
6 ـ وابن أبی الحدید المعتزلی ـ بعد أن نقل أنواع التهم الموجهة إلی هشام ـقال : وأصحابه من الشیعة یدفعون ـ الیوم ـ هذه الحکایات عنه ، ویزعمون : أنه یزدعلی قوله : إنه «جسم لا کالأجسام» وأنه إنما أراد بإطلاق هذا اللفظ علیه : إثباته (27).
وأما تفسیر «الجسم» ب «القائم بنفسه» : فقد ذکره عبد الجبار فقال : وأما أن یکون [التجسیم] عن طریق العبارة ،یجوز أن یقول : إن الله تعالی «جسم» لیس بطویل ، ولا عریض ، ولا عمیق ، و «لا یجوز علیه ما یجوز علی الأجسام» من الصعود ، والهبوط ، والحرکة ، والسکون ، والانتقالمن مکان إلی مکان ، ولکن أسمیه «جسما» لأنه «قائم بنفسه» (48).
وأقدم نص شیعی احتوی علی المقولة نقلا عن هشام تضمن التسویة بینهما :عن عبد الملک بن هشام الحناط : قلت لأبی الحسن الرضا علیهالسلام : زعمهشام بن الحکم : أن الله «شئ لا کالأشیاء» وأنها بائنة عنه ، وهو بائن من الأشیاء ،وزعم أن إثبات «الشئ» أن یقال : «جسم» فهو «جسم لا کالأجسام» : «شئ لاکالأشیاء» ثابت موجود (65).
وقد ورد إطلاق اسم «الشئ» علی البارئ تعالی : 1 ـ فقد سئل الإمام الصادق علیهالسلام عن الله ، ما هو؟ فقال : هو «شئ بخلاف الأشیاء» أرجع بقولی «شئ» إلی إثبات معنی ،وأنه «شئ» بحقیقة الشیئیة ، غیر أنه لا جسم ، ولا صورة (71).
وقد صرح المحققون من العلماء بعدم دلالة هذه المقولة علی اعتقاد التجسیم : 1 ـ منهم الشیخ المفید رحمهالله ، فقد ذکر ما نصه : لم یکن فی سلفنا من تدینبالتشبیه من طریق المعنی ، وإنما خالف هشام وأصحابه جماعة أصحاب أبی عبد اللهعلیهالسلام بقوله فی «الجسم» فزعم أن الله «جسم لا کالأجسام» (105).