خلاصه ماشینی:
"و لعل ما یفسر هذا التوافق مع وجهة السیطرة الغربیة علی مستوی المثقف المحلی هو أنه بنی لاوروبا و للعالم تاریخا افتراضیا قام علی«تحریف»السبب فی فهم نهضة اوروبا و ثورتها الصناعیة«و فی تحلیل ما اطلق علیه الجمود و التأخر و التخلف فی تاریخ البلدان المستتبعة اذ قدم سبب نهضة اوروبا الرأسمالیة علی انه العلم و المدرسة،و العقلانیة و ضمن السبب الأساسی الذی هو العنف الموجه نحو الخارج،و القرصنة و الاستنزاف و التدمیر(عقلانیة الربح)،و کذلک طمس التفکک و الجمود الاقتصادی العام الذی کان من جملة اسبابه التفاف اوروبا علی اقتصاد المتوسط،و استنزاف النقد المعدنی من الاسواق،و القضاء علی انتاج الحرف المحلیة بینما نسبت المقاومة الاهلیة التی قامت ضد هذا التدمیر الحضاری الی عقلیة التحجر و التعصب الدینی و عدم الاستعداد للانتفاح للتعلم من الآخرین المتمدنین.
ثانیا:یلغی التاریخ الشرقی،و العربی-الاسلامی علی وجه خاص عندما لا تعتبر مؤسساته و قیمه المغایرة لقیم لتحدیث،أی لقیم أوروبا الحدیثة و المعاصرة إلا جزءا من قطاع«التخلف» فلا تدرس کصیغ من انماط الحیاة و العلاقات الانسانیة بمنهجیة تجریبیة،بل تعطی تصنیفات و مواصفات معیاریة تصل عند البعض الی حد الرغبة فی التبرؤ من هذا التاریخ وصب الحقد علیه أو الی حد الاستلاب و الاغتراب عن الواقع و ذلک کنتاج لسیطرة ثقافیة تجد لها فی الداخل من یتوافق معها و یلتحق بها عن وعی أو غیر وعی،حتی و لو أعتقد البعض أنه یقاوم السیطرة الغربیة عبر التماهی معها و عبر تمثل قیمها و تقلید اسلحتها."