خلاصه ماشینی:
"أن یقول الهندی أ-أ ولکن أیضا شیئا آخرا قد یحمل معنی تجسید الألوهیة:البشر بشر ولکنهم آلهة أیضا ولکن أی فارق عمیق یفصل إذاک مقال الهنود عن مقولة التثلیث و التجسد التی تبقی محور الفلسفة الکنسیة؟و کیف یکون حینئذ لهذا الخطاب فعل الکاشف الفاضح للخطاب الأوروبی الجذری و لماذا أصر هؤلاء علی رفض المسیحیة الأوروبیة و اختاروا الممانعة و قبلوا موتهم البطیء فی غابتهم التی باتت محاصرة بالآلهة الغربیة و عرضة للطوافات و المبیدات؟ و لما کانت المعانی فی هذا المقام صبعة المنال تطال أصول رؤیة الإنسان للکون کان لا بد من التحلیل المرکب دونما الوقوع بالخلط.
و لما کانت هذه الحکمة التی یختزنها العرفان الإسلامی بما هی عائدة بجوهرها إلی أصول التوحید-و هو یمثل أساسها و اکتمالها و انجلاءها فی أدق المسائل،وجب علی من یسعی إلی المقارنات العمیقة بین جذور مفهوم الواحد عند الیونان و المفکرین الغربیین و الهنود و المسلمین أن یتحلی بالتروی و أن لا یخذع بالمطابقات الظاهرة،فیستسیغ القوالب الجامدة:کالقول مثلا بأن التوحید یعنی السلطة القاهرة الموحدة،فیما یعنی الشرک تمایز القبائل و توازنها،فیصبح الإسلام الدعوة وسیلة لقیام امبراطوریة غالبة...
ألا نجد أن هذه الرؤیة الفلسفیة التی ما تزال مستمرة فی الثقافة الإسلامیة حتی الیوم تبین مدی ضحالة الرأی الاستشراقی الذی یصور الفلسفة الإسلامیة کصدی لفسلفة الیونان؟ ماذا تحمل هذه الفلسفة حول الإنسان و سلطة الإنسان علی الإنسان،هل أن القول بتوحید الله هو و هم یبرر وحدة السلطة القاهرة و یجعل منها مبدأ اللحمة و اجتماع البشر؟ لقد رأینا أن الوحدة هی عین الکثرة و هذا یعنی أن الوجود حرکة و تنوع علی الرغم من أن العالم واحد."