خلاصه ماشینی:
"{%{J{UU}دراسات ثقافیة نظرة فی الثقافة و الأصنام: (الحلقة الثانیة) الفنون الضالة و علمنة التصویرJ} بقلم روجیة عساف {/أم جعلوا لله شرکاء خلقوا کخلقه فتشابه الخلق علیهم/} (سورة الرعد:الآیة 16) صار نسیا منسیا أن الذین اخترعوا المسرح(بشکله المعلوم)هم مهندسون و صانعو آلات کانوا یخدمون عند الأمراء الإیطالیین فی عصر النهضة(بین القرن الخامس عشر و السادس عشر).
*** ما هی التغیرات التی طرأت فی مجال علاقة الإنسان بالفن عند إدخال قواعد المنظور فی اللوحات المرسومة و المشاهد المسرحیة(أی مع انبثاق الرؤیة الأنسیة الحدیثة التی أصبحت مهیمنة علی الثقافة المرکزیة العالمیة).
و الانفجار الإبداعی الذی تعاقب،بدعم کلی من الأمراء الأثریاء،قلب أوضاع الفنون إذ أنه استأصل التصویر من إدراجه الاعتیادی فی مجال الزخرفة و التزویق و جعله فنا مستقلا کلیا،مبدأه الأساسی تقلید الطبیعة و وظیفته صناعة الصور التی تستلزمها الدیانة الجدیدة:عبادة الشخصیة الإنسانیة.
و کان هذا الشکل الإیهامی موافقا مع طموح القوی المدینیة الجدیدة إلی درجة أنه احتکر کلیا حیز فنون العرض فی کل أنحاء العالم«المؤورب»(أی المتخرج علی آداب أوروبا) و أکد الفیلسوف الملحد و العالم الریاضی دالامبیر فی دائرة المعارف الفرنسیة(الأنسیکلوبیدیا) أن المسرح الکلاسیکی هو أسمی شکل تعبیری لکل الحضارات و أن کل إنسان یجد فیه صورة عن قدره.
و کانت تکمن حداثة هذه العروض التی فنتنت جمهورها فی إعادة تشکیل المناظر التاریخیة بشکل واقعی دقیق و متقن:بناء دیکور مجسم بدلا من المأطورات المرسومة، تنفیذ المشاهد وفقا لدراسة و ثائقیة،تنسیق اللهجة و الحرکة عند الممثلین بغیة الوصول إلی مشابهة الحق،و خاصة استخدام النوارات الکهربائیة فی محاولة تقلید الإضاءد الطبیعیة...
هناک ترابط تاریخی مذهل بین تسلط الإنسان علی الطبیعة و احتباس الصورة التی یری نفسه فیها(و بشکل عام إفقار الرؤیة التی یصور فیها العالم)."