خلاصه ماشینی:
"و لعل هذا التصور هو المقصود من صحیحة زرارة و محمد بن مسلم التی رواها المشایخ الثلاثة الکلینی و الصدوق و الطوسی: فعن زرارة و محمد بن مسلم أنهما قالا لأبی عبد الله علیه السلام:«أرأیت قول الله تبارک و تعالی: (إنما الصدقات للفقراء و المساکین و العاملین علیها و المؤلفة قلوبهم و فی الرقاب و الغارمین و فی سبیل الله و ابن السبیل فریضة من الله) أکل هؤلاء یعطی و إن کان لا یعرف ؟فقال:إن الإمام یعطی هؤلاء جمیعا لأنهم یقرون له بالطاعة،قال زرارة:قلت:فإن کانوا لا یعرفون ؟فقال:یا زرارة لنو کان یعطی من یعرف دون من لا یعرف لم یوجد لها موضع،و إنما یعطی من لا یعرف لیرغب فی الدین فیثبت علیه،فأما الیوم فلا تعطها أنت و أصحابک إلا من یعرف،فمن وجدت من هؤلاء المسلمین عارفا فأعطه دون الناس،ثم قال:سهم المؤلفة قلوبهم و سهم الرقاب عام، و الباقی خاص،قال:قلت:فإن لم یوجدوا؟قال:لا یکون فریضة فرضها الله عز و جل و لا یوجد لها أهل،قال:قلت:فإن لم تسعهم الصدقات؟فقال:إن الله فرض للفقراء فی مال الأغنیاء ما یسعهم،و لو علم أن ذلک لا یسعهم لزادهم،إنهم لم یؤتوا من قبل فریضة الله عز و جل،و لکن اوتوا من منع من منعهم حقهم،لا مما فرض الله لهم،فلو أن الناس أدوا حقوقهم لکانوا عایشین بخیر»12.
لذا نجد أن ما ورد عن أهل البیت علیهم السلام بشأن هذه الأراضی جاء متطابقا مع القرار الذی التزم به الحاکم الاسلامی: فقد روی الشیخ الطوسی فی التهذیب بسند صحیح عن محمد الحلبی قال: «سئل أبو عبد الله علیه السلام عن السواد ما منزلته ؟فقال:هو لجمیع المسلمین لمن هو الیوم و لمن یدخل فی الاسلام بعد الیوم و لمن لم یخلق بعد،فقلت:الشراء من الدهاقین ؟قال:لا یصلح إلا أن یشتری منهم علی أن یصیرها للمسلمین،فإن شاء ولی الأمر أن یأخذها أخذها،قلنا:فإن أخذها منه ؟قال:یرد إلیه رأس ماله و له ما أکل من غلتها بما عمل»83."