خلاصه ماشینی:
"وردت فی ذلک عدة نصوص،منها ما رواه الکلینی فی الکافی بطریق معتبر عن القاسم بن عبد الرحمان الأنصاری قال:«سمعت أبا جعفر علیه السلام یقول:إن رجلا جاء إلی أبی علی بن الحسین علیهما السلام فقال له:أخبرنی عن قول الله عز و جل: و فی أموالهم حق معلوم*للسائل و المحروم ما هذا الحق المعلوم؟فقال له علی بن الحسین علیهما السام:الحق المعلوم الشیء یخرجه من ماله لیس من الزکاة و لا من الصدقة المفروضتین.
الاعتماد علی الله و النفس المعیشة: و تجسیدا لهذا الاهتمام وضع أهل البیت علیهم السلام مبدأ عاما لأتباعهم،و اهتموا بتربیتهم علیه و ترسیخه فی ثقافتهم و أوضاعهم الاجتماعیة،و هو مبدأ العمل و بذل الجهد فی طلب الرزق من أجل توفیر المستلزمات الاقتصادیة للمعیشة، و عدم جواز الاتکال علی الآخرین فی سید الاحتیاجات المالیة،و اعتبروا العمل فی هذا السبیل من الأعمال المقدسة اللازمة و المقربة إلی الله تعالی.
توجیه النشاط الاقتصادی و لکن أهل البیت علیه السلام لم یکتفوا بهذا القدر من التوجیه العام،و إنما اهتموا -بالإضافة إلی ذلک-بتوجیه النشاط الاقتصادی للجماعة الصالحة،و اخذوا بنظر الاعتبار مجمل الظروف الاجتماعیة و السیاسیة،و الاوضاع الاقتصادیة التی یعیشها المجتمع الاسلامی بشکل عام،و الجماعة الصالحة بشکل خاص.
و من أجل توضیح أن هذه الأعمال فی نفسها غیر مکروهة و إنما لاقترانها ببعض الملابسات،نجد أئمة أهل البیت علیهم السلام یفسرون نهیهم بالملابسات الأخلاقیة أو الشرعیة المقترنة بها،کما أنهم یؤکدون فی موضع آخر علی جانب الامانة فی هذا المجال،کما روی بطریق معتبر عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه اقل:«إن الله عز و جل یحب المحترف الأمین»93."